أحمد موسى: إنتاج 2 مليون طن قمح محليًا يوفر عملة دولارية مهمة
أكد الإعلامي أحمد موسى، خلال تقديمه برنامج "على مسؤوليتي" المذاع عبر فضائية صدى البلد، أن الدولة المصرية تسير بخطى واثقة نحو تحقيق الأمن الغذائي، رغم التحديات العالمية التي تشهدها الأسواق.
تحقيق الأمن الغذائي
وأوضح "موسى" أن مصر وضعت خطة استراتيجية تستهدف توفير عملة دولارية مهمة من خلال إنتاج نحو 2 مليون طن من القمح محليًا، وهو ما يقلل من الاعتماد على الاستيراد ويعزز الاقتصاد الوطني.
وأشار إلى أن مصر تستخدم تقنيات الري الحديثة التي ساهمت في زيادة الرقعة الزراعية، وهو ما يمثل خطوة جوهرية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتلبية احتياجات المواطنين، خصوصًا في ظل التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية المتلاحقة.
أزمة غذاء عالمية متصاعدة
وتطرق الإعلامي أحمد موسى إلى ما يشهده العالم من أزمة غذاء خانقة، مؤكدًا أن الطلب على الغذاء سيزداد بنسبة تصل إلى 36% خلال السنوات المقبلة، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار بصورة واضحة، فضًلا عن أن هذه الأزمة لا تقتصر على منطقة بعينها، بل تشمل مختلف القارات، نتيجة النزاعات المسلحة، والتغيرات المناخية، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية.
وأشار إلى أن الدول الأكثر تضررًا ستكون تلك التي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد لتأمين غذائها، وهو ما يجعل من إستراتيجية مصر الزراعية الحالية ضرورة وطنية وليست مجرد خيار اقتصادي.
مصر أكبر مستورد للقمح
وأوضح "موسى" أن مصر تعتبر واحدة من أكبر دول العالم استيرادًا للقمح، وهو ما يفرض عليها تحديًا استراتيجيًا للحد من هذه الفجوة الغذائية، مؤكدًا أن القيادة السياسية تدرك هذا الواقع وتعمل على تقليص الاعتماد على الاستيراد من خلال زيادة الإنتاج المحلي وتشجيع الاستثمار الزراعي.
كما أشار إلى أن هناك جهودًا واسعة تبذلها الدولة في مجال التوسع الأفقي في الأراضي الزراعية، خاصة في مناطق الدلتا الجديدة وتوشكى وسيناء، بما يعزز قدرة مصر على مواجهة التحديات الغذائية العالمية.
أهمية تقليل الفجوة الغذائية
وأكد أحمد موسى أن تقليل الفجوة الغذائية ليس مجرد ملف اقتصادي، بل قضية أمن قومي ترتبط بقدرة الدولة على حماية مواطنيها من تقلبات الأسواق العالمية، مضيفًا أن مصر وضعت خططًا طويلة المدى تهدف إلى تقليل هذه الفجوة، عبر زيادة إنتاج الحبوب، وتطوير نظم التخزين، وتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة المحاصيل الإستراتيجية.
وأشار أحمد موسى إلى أن هذه الجهود تأتي متزامنة مع سياسات الدولة لترشيد استهلاك المياه واستخدام أساليب الري الحديثة مثل الري المحوري والتنقيط، مما يقلل من الهدر ويزيد من إنتاجية الفدان.
رؤية محلية وعالمية
وفي إطار تحليله للأوضاع الاقتصادية والغذائية، تناول الإعلامي أحمد موسى الملفات الأخرى التي تمت مناقشتها في حلقته، حيث تطرق إلى أبرز الأحداث المحلية والعالمية، فضلًا عن الملفات الرياضية والفنية، مردفًا أن مصر تعمل في جميع الاتجاهات لمواجهة التحديات، سواء عبر زيادة الإنتاج الزراعي، أو من خلال تعزيز التعاون الدولي لتأمين وارداتها من السلع الأساسية.
وأكد أحمد موسى أن مصر تسعى إلى أن تصبح نموذجًا في إدارة الأزمات الاقتصادية والغذائية عبر التخطيط العلمي والاستفادة من خبرات دولية وتجارب ناجحة، بما يضمن استقرار الأسواق وحماية الفئات الأكثر احتياجًا.
مستقبل الغذاء في مصر
واختتم أحمد موسى حديثه بالتأكيد على أن مستقبل الأمن الغذائي في مصر يعتمد على استمرار السياسات الزراعية المتوازنة التي تجمع بين التوسع في الإنتاج المحلي وترشيد الاستهلاك وتعزيز التخزين الإستراتيجي، مشددًا على أن الاستثمار في الزراعة يعد خيارًا استراتيجيًا لا بديل عنه، في ظل توقعات استمرار الأزمات العالمية لفترات طويلة.
وذكر أحمد موسى أن مصر بخططها الطموحة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التوازن بين الطلب المتزايد على الغذاء والموارد المتاحة، مما يرسخ مكانتها كدولة قادرة على تجاوز الأزمات الاقتصادية العالمية وحماية شعبها من تداعياتها.
