أحمد موسى: إفريقيا تملك مقومات سلة غذاء العالم لكنها تواجه شبح المجاعة

تناول الإعلامي أحمد موسى ملفًا مهمًا يتعلق بالقارة الإفريقية، مؤكدًا أنّها كانت مؤهلة لأن تصبح سلة غذاء العالم بفضل مساحاتها الزراعية الشاسعة وخصوبة أراضيها، غير أنّ الصراعات الداخلية والنزاعات المسلحة أدت إلى عرقلة هذا الطموح الكبير، وحوّلت القارة إلى مناطق تعاني من المجاعات والفقر بدلًا من الاكتفاء الغذائي والتصدير.
إفريقيا بين الثروات والمجاعات
وأوضح "موسى"، في حلقة جديدة من برنامجه "على مسؤوليتي"، المذاع عبر قناة صدى البلد الفضائية، أنّ القارة السمراء تضم أراضي زراعية خصبة تكفي لإطعام شعوبها بل وتصدير الغذاء إلى مختلف أنحاء العالم، إلا أنّ غياب الاستقرار السياسي وانتشار الحروب الأهلية أفقدها هذه الميزة الاستراتيجية، مضيفًا أنّ ملايين الأفارقة يعيشون اليوم تحت خط الفقر ويعانون من سوء التغذية، رغم أنّ قارتهم غنية بالموارد الطبيعية والزراعية والمائية.
وأكد أنّ النزاعات الأهلية المتكررة في العديد من الدول الإفريقية تسببت في تعطيل عجلة التنمية، وأوقفت مشروعات الزراعة الكبرى، فضلًا عن تهجير ملايين المزارعين من أراضيهم، مشيرًا إلى أنّ هذه الأزمات أدت إلى الاعتماد على المساعدات الخارجية بدلًا من تحقيق الاكتفاء الذاتي، وهو ما جعل القارة عرضة للضغوط السياسية والاقتصادية الدولية.
الزراعة كمدخل للتنمية
وشدد "موسى" على أنّ الحل يكمن في الاستثمار الحقيقي في القطاع الزراعي، معتبرًا أنّه الطريق الأمثل للتنمية في إفريقيا. وقال إنّ الاعتماد على الزراعة من شأنه أن يغير وجه القارة، إذا توافرت الإرادة السياسية وتم القضاء على الصراعات التي تلتهم مقدرات الشعوب، لافتًا إلى أنّ مصر تمثل نموذجًا ناجحًا في استصلاح الأراضي وزيادة الرقعة الزراعية رغم التحديات، وهو ما يمكن أن تستفيد منه الدول الإفريقية.

وأوضح أنّ مصر استطاعت خلال السنوات الأخيرة تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الزراعة، مثل مشروعات الدلتا الجديدة وتطوير نظم الري وزيادة إنتاج المحاصيل الاستراتيجية، مبينًا أنّ هذه النجاحات تثبت أنّ الاستثمار في الزراعة قادر على تحقيق الأمن الغذائي للشعوب، داعيًا الدول الإفريقية إلى تبني سياسات مشابهة، تقوم على استغلال الثروات الزراعية والمائية بدلًا من تركها عُرضة للهدر والنزاعات.
التحديات الدولية وتأثيرها
وأشار أحمد موسى إلى أنّ الأوضاع الدولية، مثل تغير المناخ وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا، زادت من أعباء الدول الإفريقية، لكنها لم تكن السبب الأساسي للأزمات الغذائية، بل إنّ غياب الاستقرار الداخلي هو العامل الحاسم، مردفًا أنّه في ظل هذه التحديات، يصبح لزامًا على الحكومات الإفريقية أن تعمل على تسوية النزاعات، وتوجيه مواردها نحو دعم القطاعات الإنتاجية.
واختتم حديثه بالتأكيد على ضرورة التضامن بين الدول الإفريقية من أجل مواجهة التحديات المشتركة، مشددًا على أنّ القارة لديها القدرة الكاملة للتحول إلى قوة اقتصادية وغذائية كبرى إذا تم استغلال ثرواتها بشكل صحيح.
قوة اقتصادية وغذائية
وشدد "موسى" على أنّ مصر دائمًا ما تفتح أبواب التعاون مع أشقائها في القارة السمراء، من خلال المبادرات والمشروعات المشتركة التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة.