عمال ميناء جنوة الإيطالي يهددون بحصار تجاري حال منع عبور أسطول غزة الإنساني

في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلن عمال ميناء جنوة الإيطالي أنهم سيقومون بفرض حصار كامل على الصادرات المتجهة إلى إسرائيل عبر الميناء، في حال فقدان الاتصال بأسطول الصمود المتجه إلى غزة، حتى لو لمدة 20 دقيقة فقط، أو إذا منعت إسرائيل وصوله إلى وجهته وتوسيع نطاق التحرك ليشمل وقف حركة الشحن في أوروبا بأسرها.
ويهجف التحرك إلى ضمان سلامة الناشطين على متن السفن وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وأكد عمال الميناء أن إيصال المساعدات للسكان تحت القصف حق إنساني غير قابل للتفاوض، وأن عودة المشاركين في الأسطول بسلام تُعد أولوية قصوى بالنسبة لهم.
وأشارت التقارير المحلية إلى أن ميناء جنوة يصدر سنويًا ما بين 13 و14 ألف حاوية إلى إسرائيل، غير أن النقابات العمالية، وعلى رأسها اتحاد Usb ونقابة Calp، تعهدت بوقف تصدير أي مواد إلى إسرائيل، ولو كانت مجرد مسمار، ملوّحة بإضراب دولي وشلّ الطرق إذا تم اعتراض الأسطول.
وفي تحرك تضامني واسع، نظّم العمال مؤخرًا مسيرة شموع رافقت شحن أكثر من 280 طنًا من المواد الغذائية التي جُمعت من منظمة "ميوزيك فور بيس" وفرق تطوعية من العمال أنفسهم، وقد تم تحويل قاعة "الكمالي" التابعة لشركة عمال الميناء في جنوة إلى مستودع لتجميع وتجهيز المساعدات.
أسطول غزة الإنساني بإسبانيا
ويعد الأسطول الذي انطلق مؤخرًا من جنوة وبرشلونة وعدة مدن يونانية أكبر مبادرة إنسانية مستقلة في محاولة لإيصال المساعدات إلى سكان غزة، وسط استمرار القصف الإسرائيلي ونقص حاد في الإمدادات الأساسية.
وأعلن المنظمون أن السفن المشاركة في الحملة، والتي تقدّر بنحو خمسين سفينة، سترسو في البحر إذا ما تم منعها من التقدم، لكنها لن تعود، بل ستبقى قرب السواحل في انتظار السماح لها بالعبور، في موقف رمزي قوي يعكس إصرار المشاركين على كسر الحصار.
ماريا إيلينا ديليا، منسقة الحملة، أشارت إلى أن اللحظة الحاسمة ستكون في منتصف سبتمبر، حين تقترب السفن من المياه الإقليمية القريبة من غزة، وسط ترقّب دولي وتحذيرات من اعتراضها.
الأسطول يضم مئات الناشطين من 44 دولة، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، التي كانت قد اعتُقلت ورُحّلت من قبل الاحتلال خلال مشاركتها في محاولة سابقة في مايو الماضي.
وعادت تونبرغ للمشاركة من جديد، وصرّحت لوكالة الصحافة الفرنسية بأن هذه الحملة، التي أطلقت عليها اسم "أسطول الصمود العالمي"، تهدف إلى فتح ممر بحري دائم لإيصال المساعدات وكسر الحصار الإسرائيلي اللاشرعي واللاإنساني على حد وصفها.
كما يشارك في الأسطول عدد من الشخصيات العامة والدولية، بينهم الممثل الإسباني إدوارد فيرنانديز، في تحرك للرد على صمت العالم تجاه معاناة سكان القطاع، ومطالبة واضحة باحترام القانون الدولي والحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.
وتنظم الحملة عدة جهات دولية، أبرزها "تحالف أسطول الحرية" و"الحركة العالمية إلى غزة"، وتُعد أكبر تحرك مدني من نوعه منذ سنوات في محاولة لإنشاء ممرات بحرية إنسانية لكسر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا.