عاجل

أزهري يوضح الضوابط الشرعية لمفهوم الولاية ومقام الأولياء في الإسلام|خاص

إبراهيم الصوفي
إبراهيم الصوفي

أكد الشيخ إبراهيم الصوفي المعيد بكلية الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن مفهوم الولاية التبس على كثير من الناس في الآونة الأخيرة، نتيجة شيوع أفكار وافدة بعيدة عن جوهر الإسلام الصحيح، موضحًا أن الولاية منزلة عالية من منازل القرب من الله تعالى، وليست مجرد دعوى أو مظاهر سطحية كما يظن البعض.

 رعاية حقوق الله

وأشارإبراهيم  الصوفي إلى أن القرآن الكريم أثبت هذه المنزلة العظيمة في قوله تعالى: «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»، فالولاية تعني رعاية حقوق الله تعالى بفعل ما يحبه ويرضاه، وترك ما لا يرضاه، فهي ثمرة الطاعة الخالصة والالتزام الصادق بأوامر الله ونواهيه.

ضوابط دقيقة للولاية

وأضاف إبراهيم الصوفي أن علماء الأمة وأئمة التصوف وضعوا ضوابط دقيقة للولاية، لتكون ميزانًا يميز بين الولاية الحقيقية والدعاوى الزائفة، مشيرًا إلى ما أورده الإمام القشيري في "رسالته" عن معنيي الولاية، حيث قال:  «الولي له معنيان: أحدهما أن يتولى الله أمر عبده فيرعاه ولا يكله إلى نفسه لحظة، والثاني أن يتولى العبد عبادة ربه على التوالي دون انقطاع أو عصيان».


وبيّن الشيخ إبراهيم الصوفي أن الإمام زروق أضاف في "شرحه على الحكم العطائية" أن الولي الحق هو من جمع ثلاث خصال: أولها: أن يتولى الله شأنه فلا يدعه لسواه في دينه ولا دنياه، وثانيها: أن يتولى هو عن كل ما سواه فلا يعلّق همته بغير الله،
وثالثها: أن يوالى ربه فيظهر عليه أثر الكرامة، فلا يقع منه إلا الطاعة، ولا يُعرف إلا من حيث نسبته إلى مولاه.

مفاهيم مغلوطة

وأكد الصوفي أن هذا هو المفهوم الأصيل للولاية عند العلماء والعارفين بالله، وليس كما يشيع البعض من مفاهيم مغلوطة أو مظاهر خرافية.

وأشار"الصوفي" إلى أنه لا حرج في تعيين رجل بوصف الولاية إذا توافرت فيه شروطها، مستشهدًا بقول الإمام محمد زكي الدين إبراهيم: «تعيين رجل توافرت فيه شروط الولاية لا يتعارض مع مبادئ الإسلام، فقد وصف علماء الحديث رجالًا بأوصافهم دون حرج».

 أدب التعامل مع أولياء الله

وأوضح  «الصوفي» أن من أدب التعامل مع أولياء الله حفظ حرمتهم، ومراعاة الأدب معهم، والتأسي بأخلاقهم وسيرتهم، مؤكدًا أن الوقيعة في أهل الولاية من علامات الإعراض عن الله، مستدلًا بقول الإمام أبي تراب النخشبي: «إذا ألف القلب الإعراض عن الله، صاحبته الوقيعة في أوليائه».

وقال الشيخ إبراهيم الصوفي : نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أوليائه الصالحين، وأن يرزقنا حبهم والأدب معهم، وأن يعصمنا من الوقيعة فيهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تم نسخ الرابط