بيسمع أغاني.. هل يحق للمخطوبة رفض الارتباط بشخص لهذا السبب؟

لقد تقدم لخطبتي شاب فرفضته لأنه يسمع الأغاني والموسيقى، فهل أنا على حق في هذا الرفض؟، سؤال أجاب عنه الدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر.
حكم رفض الارتباط بشخص لسماعه الأغاني
وقال لاشين في بيان حكم رفض الارتباط بشخص لسماعه الأغاني، إن الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا واخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم). والصلاة والسلام على من جاءنا بشريعة تمتاز بالسماحة والتيسير .
وتابع: فكلنا بشر لسنا ملائكة مقربين، ولا أنبياء معصومين، بل جبلنا بمقتضى بشريتنا على الخطأ والتقصير ،والسهو والنسيان، والله عز وجل يتعامل معنا على أساس هذه البشرية غير المعصومة ،وأمرنا أن ندعوه كما جاء في القرآن (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا).
كما أن الله عز وجل جبر هذا الخلل الذي فطرت البشرية عليه فجعل باب التوبة مفتوحا لمن أخطأ فى التعامل مع خالقه، أو مع خلقه .
قال تعالى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله). وقال عز وجل :(وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى). وقال سبحانه :(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ).
وبخصوص واقعة السؤال قال: لا شك أنك تسرعت في الرفض وتعجلت به وكان يجب عليكي أن تمنحيه فرصة وتعطية مدة وتمهليه زمنا ،وتقولين له مثلك لا يرفض لكني سأعطيك مهلة اختبار وامتحان لتعطي نفسك فرصة الامتناع عن سماع هذه الأغاني ،فإن امتنعت فأنا تحت أمرك ومنفذة طلبك لنبدأ حياة أسرية سعيدة مؤسسة على تقوى من الله ورضوان لتكون ذريتنا ذرية مباركة صالحة لله طائعة ،ولربها عابدة.
أما أن توصدي الباب من أوله وترفضيه خاطبًا دون أن تنظريه فهذا تسرع منك غير مقبول، وإذا كان الله يعطي عباده العاصين فرصة ثم فرصة ثم ثالثة فإذا استيقظت ضمائرهم وندموا على ما فعلوا وأعقبوا الندم بتوبة وجدوا باب السماء في انتظارهم ليستقبلهم بالترحيب والغفران وقبول التوبة فكان يجب أن تفعلي ذلك مع من جاءك ملتمسا خطبتك راغبًا في زوجيتك.