محمد وازن: انتقادات الغرب لجرائم إسرائيل ديمقراطية مزعومة لتضليل الشعوب |فيديو

قدّم الدكتور محمد وازن، الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، رؤية معمقة حول حقيقة الموقف الغربي من جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة، مؤكدًا أن الانتقادات التي تصدر من بعض القادة والمسؤولين الغربيين ليست سوى "مسرحية ديمقراطية مزعومة" هدفها إلهاء الشعوب، بينما الحقيقة أن القرار السياسي والعسكري في واشنطن وتل أبيب خاضع بشكل كامل لنفوذ جماعات الضغط الصهيونية وعلى رأسها "إيباك".
الخداع الاستراتيجي والديمقراطية
وأوضح "وازن"، في حوار مطوّل عبر برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، أن ما يُروّج من خلافات داخل إسرائيل بين الحكومة والمعارضة أو بين المستوى السياسي والعسكري ليس سوى خداع استراتيجي متعمد، قائًلا: "نسمع تصريحات من قادة إسرائيليين يهاجمون نتنياهو أو وزراء حكومته مثل سموتريتش وبن غفير، لكن هؤلاء أنفسهم كانوا شركاء في المجازر السابقة ضد الفلسطينيين".
وأشار إلى أن مثال بيني غانتس، وزير الدفاع ورئيس الأركان السابق – يوضح هذه الصورة، فهو الذي أشرف على حروب غزة أعوام 2008 و2012 و2014، واليوم يخرج لينتقد سياسات نتنياهو، في حين أنه كان أحد أبرز المنفذين لعمليات الإبادة، وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على يائير لابيد، رئيس الوزراء السابق، الذي يتظاهر اليوم بانتقاد الحرب رغم أنه كان شريكًا في حكومات مارست السياسات نفسها.
دور الضغط الصهيوني
وتوقف محمد وازن عند الدور المركزي الذي تلعبه جماعة "إيباك" – اللوبي الصهيوني الأقوى في الولايات المتحدة – موضحًا أنها تتحكم في مسار السياسة الأمريكية، مضيفًا: "إذا قالت إيباك للإدارة الأمريكية يمين.. تذهب يمين، وإذا قالت يسار.. تذهب يسار".
وأكد "وازن" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن ليستطيع الوصول إلى البيت الأبيض لولا مباركة هذا اللوبي الصهيوني. وكذلك الحال بالنسبة لنتنياهو الذي لا يمكنه البقاء في الحكم دون دعم إيباك وهكذا، فإن الحديث عن استقلال القرار السياسي الأمريكي أو الإسرائيلي ليس إلا وهمًا، بينما الحقيقة أن المصالح والاستراتيجيات تُدار وفق أجندة صهيونية بحتة.
ديمقراطية لإلهاء الشعوب
شدد محمد وازن على أن التصريحات الغربية المنتقدة لجرائم إسرائيل في غزة ليست إلا أداة للتمويه، قائلاً: "الغرب يحاول من خلال هذه التصريحات إعطاء صورة زائفة عن وجود ديمقراطية وتعدد آراء، لكنها في النهاية مجرد وسيلة لإلهاء الرأي العام العالمي وإشغاله عن الحقيقة الكبرى: أن هناك مشروعًا استعماريًا متكاملًا يستهدف تصفية القضية الفلسطينية".
وبيّن أن ما يُسمى "الخلافات السياسية داخل إسرائيل" أو "انتقادات بعض المسؤولين الغربيين" لا يغير شيئًا على أرض الواقع، حيث يستمر الاحتلال في عدوانه اليومي وقتله الممنهج للفلسطينيين في غزة والضفة، تحت غطاء هذه الديمقراطية المزيفة.
القضية الفلسطينية أكبر من غزة
وحذّر من خطورة اختزال القضية الفلسطينية في قطاع غزة فقط، مؤكدًا أن الاحتلال يعمل منذ سنوات على فصل الضفة عن القطاع عبر مشاريع استيطانية أبرزها "مشروع E1" الذي يفصل جغرافيًا بين الضفة الغربية ويحوّلها إلى كانتونات معزولة.
وأضاف محمد وازن أن الخطة الإسرائيلية تهدف إلى إظهار الصراع وكأنه مرتبط بغزة فقط، بينما الحقيقة أن المشروع الصهيوني يستهدف كل فلسطين التاريخية، قائًلا: "حتى لو توقف العدوان على غزة اليوم وجلس الجميع على طاولة المفاوضات، فإن خريطة الضفة تكشف أن مشروع الدولة الفلسطينية أصبح عمليًا مستحيلًا بسبب التوسع الاستيطاني".

الهيمنة وراء المشهد كله
اختتم الدكتور محمد وازن حديثه بالتأكيد على أن ما يجري ليس صدفة، بل هو مشروع سياسي وأمني منظم تتحكم فيه جماعات الضغط الصهيونية، بدعم مباشر من واشنطن، وبغطاء إعلامي غربي مضلل. وأوضح أن الحل لا يكمن في انتظار تغيير الحكومات الإسرائيلية أو الغربية، لأن جوهر السياسات لن يتغير طالما استمرت الهيمنة الصهيونية على القرار.
وذكر محمد وازن: "القضية الفلسطينية لا يمكن أن تُختزل في غزة، ولا يمكن أن تُحل بتصريحات مزعومة عن الديمقراطية. المطلوب هو وعي الشعوب بحقيقة هذا المخطط، وإدراك أن التضليل الإعلامي الغربي ليس سوى وسيلة لتبرير استمرار الاحتلال والإبادة".