جهاد حرب: نتنياهو يسعى لتهجير الفلسطينيين وتحقيق حلم «إسرائيل الكبرى»

قال الدكتور جهاد حرب، مدير مركز ثبات للبحوث والدراسات، إن أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الحرب الدائرة على غزة تتجاوز مجرد اجتياح رفح أو السيطرة العسكرية المباشرة، موضحًا أن ما يطمح إليه نتنياهو أوسع بكثير ويرتبط بمشروع تاريخي يسعى منذ سنوات لتحقيقه، وهو إقامة دولة إسرائيل الكبرى الممتدة "من النهر إلى البحر".
مشروع "إسرائيل الكبرى" وأبعاد الحرب
أوضح حرب، خلال مداخلة مع الإعلامية أمل الحناوي في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن نتنياهو يحاول إعادة فرض السيطرة الأمنية على قطاع غزة، ليس فقط كمساحة جغرافية صغيرة، بل باعتبارها جزءًا من مشروع استراتيجي أشمل.
وأشار إلى أن هذه الرؤية ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى عقود ماضية، إذ سبق لنتنياهو أن صرّح في عام 1996 بأن إسرائيل تمتد من نهر الأردن شرقًا إلى البحر المتوسط غربًا، وهو ما يعكس تصورًا ثابتًا لديه بأن الأراضي الفلسطينية ليست سوى جزء من "إسرائيل التاريخية".
التهجير كأداة سياسية
وأكد حرب أن أحد الأهداف المركزية لنتنياهو يتمثل في تهجير الفلسطينيين، معتبرًا أن إسرائيل تعاني منذ أكثر من ستة عقود من أزمة ديموغرافية متصاعدة ،
وأوضح أن النقاش الإسرائيلي الداخلي طالما دار حول التوازن السكاني بين اليهود والفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة، وأن السياسات الإسرائيلية المتبعة غالبًا ما كانت تهدف إلى تقليص أعداد الفلسطينيين عبر وسائل مختلفة، تبدأ من التضييق الاقتصادي والاجتماعي وصولًا إلى التهجير القسري.
ما بعد السابع من أكتوبر.. "الجمهورية الثانية"
وأضاف حرب أن نتنياهو ينظر إلى ما بعد السابع من أكتوبر كـ"فرصة تاريخية" قد تمكنه من إعادة صياغة المشهد الديموغرافي والسياسي في المنطقة ،
وبيّن أن الأدوات المستخدمة لتحقيق ذلك تتنوع بين القتل المباشر خلال العمليات العسكرية، وبين دفع السكان نحو الهجرة الجماعية بفعل الظروف الإنسانية القاسية، من حصار وتجويع وقصف متواصل.
وأشار إلى أن هذا التصور لدى نتنياهو يقترب مما يمكن وصفه بإقامة "الجمهورية الثانية"، أي إعادة تأسيس إسرائيل جديدة بعد الأولى التي قامت عام 1948، لكن هذه المرة عبر تقليص الوجود الفلسطيني بشكل كبير.
الفلسطينيون أمام خيارين قاسيين
ولفت مدير مركز ثبات للبحوث والدراسات إلى أن خطاب نتنياهو يعكس رؤية أحادية لا تعطي الفلسطينيين أي خيارات حقيقية سوى الاستسلام الكامل والخضوع للإملاءات الإسرائيلية، أو مغادرة أراضيهم طواعية أو تحت الضغط العسكري والسياسي.
وأضاف أن هذا الطرح يكشف طبيعة المشروع الصهيوني الذي لم يتوقف يومًا عن السعي للتمدد والتوسع، على حساب الفلسطينيين وحقوقهم التاريخية المشروعة
تعنت إسرائيلي في مواجهة الحلول
وختم حرب بالقول إن الموقف الإسرائيلي الراهن يوضح بجلاء أن حكومة نتنياهو لا تسعى إلى أي تسوية سياسية عادلة، بل تعمل على فرض وقائع جديدة على الأرض.
وأشار إلى أن الجهود الدولية، وعلى رأسها المبادرات المصرية والقطرية، تواجه جدارًا من التعنت الإسرائيلي، ما يجعل مسار الحل السياسي أكثر تعقيدًا، ويترك الفلسطينيين أمام كارثة إنسانية وديموغرافية غير مسبوقة.