جهاد حرب: اقتحام رام الله عربدة إسرائيلية ورسالة سياسية من نتنياهو|فيديو

وصف الدكتور جهاد حرب، مدير مركز ثبات للبحوث، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لوسط مدينة رام الله بأنه عربدة إسرائيلية ممنهجة، مؤكدًا أن التوصيف الذي أطلقته محافظ رام الله والبيرة، الدكتورة ليلى غنام، دقيق ويعكس حجم الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون الفلسطينيون، موضحًا أن ما جرى لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل رسالة سياسية متعمدة من حكومة نتنياهو واليمين المتطرف.
اقتحام في وضح النهار
لفت جهاد حرب، في مداخلة عبر برنامج منتصف النهار على شاشة القاهرة الإخبارية، إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت في وضح النهار أكثر مناطق رام الله اكتظاظًا بالسكان والتجار، وهو السوق المركزي الذي يُعد القلب النابض للمدينة، وفي وقت الذروة الذي يشهد حركة آلاف الفلسطينيين يوميًا.
وأضاف جهاد حرب أن قوات الاحتلال استخدمت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بكثافة، ما تسبب بحالة فزع وذعر في صفوف المدنيين، وكان من الممكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة لو استمرت المواجهات لفترة أطول.
حصيلة الإصابات والاعتداءات
أشار جهاد حرب إلى أن الاقتحام خلف 24 إصابة بين المواطنين نتيجة إطلاق النار والغاز، فضلًا عن مصادرة أموال ومعدات من محال الصرافة، وهو ما يشير إلى أن الهدف لم يكن أمنيًا بحتًا، بل استعراضيًا يوجه رسائل سياسية متعمدة.
وأكد جهاد حرب أن هذه الاعتداءات جاءت في منطقة حيوية يقصدها الفلسطينيون للتسوق والعمل، ما يعكس استهدافًا مباشرًا للحياة اليومية في محاولة لشل النشاط الاقتصادي والاجتماعي للمدينة.
ضرب هيبة السلطة
وأوضح جهاد حرب أن ما حدث يمثل محاولة إسرائيلية واضحة لـ ضرب هيبة السلطة الفلسطينية، خاصة وأن الاقتحام استهدف مقرًا مركزيًا في رام الله، عاصمة السلطة ومركز مؤسساتها.
وبيّن جهاد حرب أن هذه العملية تحمل رسالة مفادها أن الاتفاقيات الموقعة، بما في ذلك اتفاقية أوسلو لم تعد ملزمة لإسرائيل، وأن حكومة الاحتلال تتصرف وكأنها فوق القانون الدولي والمواثيق.
رسائل سياسية خطيرة
اعتبر جهاد حرب أن الاقتحام الإسرائيلي يرسل أكثر من رسالة على الصعيدين الداخلي والخارجي: أولًا، أن جميع المناطق الفلسطينية، حتى المصنفة "أ"، ليست في مأمن من الاقتحامات العسكرية؛ ثانيًا، أن الاحتلال يسعى إلى اختبار مدى قدرة السلطة الفلسطينية على الرد أو حتى الاحتجاج الفعلي.
وتابع جهاد حرب: "ثالثًا، أن إسرائيل تريد معرفة حدود ردود الفعل الدولية والاكتفاء ببيانات شجب شكلية دون أي إجراءات عملية رادعة.
اختبار المواقف الدولية
شدد جهاد حرب على أن العملية لم تكن عفوية، بل مخططًا سياسيًا من حكومة نتنياهو يهدف إلى جس نبض المجتمع الدولي بشأن ردود أفعاله، وقياس مدى استعداد القوى العالمية لاتخاذ خطوات عملية تتجاوز الإدانة الكلامية.
وأكد جهاد حرب أن هذا النمط من الممارسات يعكس توجهًا استراتيجيًا لدى الاحتلال يتمثل في تكريس واقع جديد يضعف السلطة الفلسطينية، ويعزز فكرة أن إسرائيل قادرة على السيطرة على الأرض متى أرادت.

الاحتلال فوق القانون
في ختام حديثه، شدد جهاد حرب على أن ما حدث في رام الله يكشف أن حكومة الاحتلال الحالية تسعى إلى فرض واقع يقوم على منطق القوة وتجاهل القانون الدولي، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يدرك أن هذه الاعتداءات ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من محاولات كسر إرادته.
وطالب جهاد حرب بضرورة أن تتحول الإدانة الدولية إلى خطوات عملية توقف عربدة الاحتلال وتحمي المدنيين الفلسطينيين من الاعتداءات المستمرة، محذرًا من أن استمرار هذا الصمت الدولي يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لمزيد من التصعيد.