جيش الاحتلال: حماس استخدمت مجمع ناصر الطبي لأغراض التجسس !

زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، أنه رصد قيام حركة حماس بوضع كاميرا مراقبة في محيط مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بهدف تتبع ومراقبة تحركات قواته في المنطقة، وفق البيان الصادر عن المتحدث العسكري الإسرائيلي .
وأضاف جيش الاحتلال في بيانه، اليوم الثلاثاء، أنه أنهى تحقيقًا أوليًا في الغارة الجوية التي استهدفت محيط المجمع قبل أيام، والتي أسفرت عن مقتل خمسة صحفيين فلسطينيين، مؤكدًا أن التحقيقات ما زالت مستمرة لتقييم طبيعة الأهداف التي تم استهدافها وملابسات الحادث.
فيما صرح مسؤول أمني إسرائيلي لوسائل إعلام محلية بأن الصحفيين الخمسة الذين قتلوا في القصف لم يكونوا الهدف المباشر للهجوم، مشيرًا إلى أن العملية كانت تهدف إلى "ضرب بنية تحتية تابعة لحماس" يُشتبه باستخدامها لأغراض عسكرية، حسب زعمه.
كما يدعي جيش الكيان الصهيوني أنها تأخذ التقارير عن وقوع ضحايا مدنيين على محمل الجد، مشيرة إلى التزامها بإجراء "تحقيق شامل ومهني" في الواقعة، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة بشأن استهداف مناطق مدنية في غزة.
صحفية كندية تستقيل من رويترز احتجاجاً على تغطيتها لحرب غزة: أشعر بالخزي
أعلنت الصحفية الكندية فاليريا زينك استقالتها من وكالة "رويترز" بعد ثماني سنوات من العمل كمراسلة، وذلك على خلفية ما وصفته بدور الوكالة في تبرير وتمكين عمليات اغتيال الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي راح ضحيتها 245 صحفياً منذ بدء الحرب الإسرائيلية.
وفي بيان مؤثر، قالت زينك: "لقد عملت على مدى ثمانية أعوام كمراسلة في رويترز، وانتشرت صوري في مؤسسات إعلامية كبرى مثل نيويورك تايمز والجزيرة ووسائل إعلام في أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا، لكن في هذه المرحلة، أصبح من المستحيل بالنسبة لي الحفاظ على علاقتي بوكالة لعبت دوراً في شرعنة استهداف زملائي الصحفيين في غزة. أنا مدينة لهم على الأقل بهذا القرار، وربما أكثر بكثير".
اغتيال أنس الشريف وصمت رويترز
وسلطت زينك الضوء على حادثة اغتيال الصحفي أنس الشريف وطاقم قناة الجزيرة خلال قصف إسرائيلي على مدينة غزة بتاريخ 10 أغسطس، مشيرة إلى أن رويترز اختارت نشر مزاعم إسرائيلية بلا أساس تدّعي أن أنس الشريف كان "عميلاً لحماس"، مؤكدة أن هذه الادعاءات تمثل أحد النماذج العديدة من الأكاذيب التي أعادت وسائل الإعلام الغربية تكرارها دون مساءلة.
وأردفت: "رغم فوزه بجائزة بوليتزر لصالح رويترز، لم تتحرك الوكالة للدفاع عنه عندما أُدرج اسمه على قوائم الاغتيال الإسرائيلية، ولم تقف إلى جانبه حين ناشد العالم توفير الحماية بعد تهديده بشكل علني من قبل الجيش الإسرائيلي، ولم تبلغ عن مقتله بصدق بعد أن تم استهدافه وملاحقته عمداً".
رويترز تخلت عن مراسليها في غزة
وأشارت زينك إلى أن الضربات المزدوجة التي تنفذها إسرائيل - باستهداف منشآت مدنية ثم معاودة القصف بعد وصول المسعفين والصحفيين لم تستثنِ حتى مراسلي رويترز أنفسهم، لافتة إلى مقتل مصور الوكالة حسام المصري ضمن 20 شخصًا قضوا في هجوم استهدف مستشفى ناصر في غزة.
واعتبرت أن "استعداد رويترز لتكرار الدعاية الإسرائيلية لم يوفر حتى لمراسليها الحماية من الإبادة الجماعية".
إعلام غربي شريك في الجريمة
وحمّلت زينك وسائل الإعلام الغربية مسؤولية خلق بيئة سمحت بتكرار الجرائم الإسرائيلية، قائلة إن مؤسسات كبرى مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست ووكالة أسوشيتد برس ورويترز نفسها، تحولت إلى أدوات تمرير للدعاية الإسرائيلية، من خلال تطبيع جرائم الحرب، وتجاهل المعايير الأخلاقية للصحافة، والتخلي عن زملائهم.
واقتبست من الصحفي جيريمي سكاهيل، قوله: "كل منفذ رئيسي أصبح حزامًا ناقلًا للدعاية الإسرائيلية، يعقم جرائم الحرب، ويجرد الضحايا من إنسانيتهم".
وختمت زينك حديثها بالقول: "لقد قدرت العمل الذي قدمته إلى رويترز على مدى السنوات الثماني الماضية، لكن في هذه المرحلة، لا يمكنني ارتداء هذا التصريح الصحفي إلا بالخزي العميق والحزن، لا أعلم ما المطلوب فعله لتكريم شجاعة وتضحيات الصحفيين في غزة، لكنني أعلم أن مساهماتي المقبلة ستنطلق من هذه القناعة