الاحتلال يقتحم بنك برام الله.. وباحثة فلسطينية تكشف تفاصيل اقتحام المدينة

نشر أحد الجنود الإسرائيليون مقطع فيديو قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بنهب أموال أحد المصارف البنكية في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
وتأتي تلك الخطوة العدوانية العمليات الواسعة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في وسط رام الله بالضفة المحتلة صباح اليوم الثلاثاء، ما اسفر عن وقوع شهداء ومصابن في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
اقتحام مدينة رام الله
وفي هذا الصدد قالت الباحثة السياسية الفلسطينية، الدكتورة تمارا حداد، إن الاقتحام الإسرائيلي لمدينة رام الله يحمل أكثر من بُعد، فهو ليس مجرد عملية ميدانية، بل يمثل خطوة تحمل أبعادًا أمنية وسياسية عميقة.
وأوضحت الدكتورة تمارا حداد، في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن الجانب الأمني من الاقتحام يتمثل في مزاعم الاحتلال بأن بعض محال الصرافة والمصارف في المدينة تقوم بعمليات غسيل أموال لصالح حركة حماس في الضفة الغربية، وهو ما دفعهم لإغلاق عدد من محال الصرافة واقتحام عدد من البنوك في قلب رام الله.
تمارا حداد: الاحتلال الإسرائيلي أطلق عدد كبير من قنابل الغاز على المواطنين
وأضافت أن العملية التي استمرت أكثر من خمس ساعات، شهدت إلقاء عدد كبير من قنابل الغاز على المواطنين الفلسطينيين، وتسببّت بتخريب واسع نتيجة أداء المركبات العسكرية الإسرائيلية، مؤكدة أن هذه الممارسات تُنفذ في وضح النهار لإرسال رسالة سياسية واضحة، مفادها أن الضفة الغربية مجتاحة وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة، وأنها، بحسب الرؤية الإسرائيلية، يجب أن تعود لحكم إسرائيل عاجلًا أو آجلًا.

تمارا حداد: توقيت الاقتحام في منتصف النهار ليس عبثيًا
وأشارت إلى أن توقيت الاقتحام في منتصف النهار ليس عبثيًا، بل يُقصد به تأكيد منهم أن الأرض "أرض إسرائيل"، وأن الفلسطينيين فيها يجب أن يبقوا تحت الخضوع والقمع والتركيع، وليس أمامهم سوى ثلاث خيارات بحسب المنطق الإسرائيلي: العيش في هدوء، التهجير، أو الاعتقال والخروج من الأرض.
وأوضحت حداد أن هناك نية إسرائيلية واضحة لفرض رقابة أمنية واقتصادية مشددة على المدينة، خصوصًا عبر اقتحام منطقة مركزية حيوية تحتوي على سوق الخضار وسوق استهلاكي نشط، ما أدى إلى شل حركة الاقتصاد المحلي والتضييق على المواطنين في قدرتهم على تأمين احتياجاتهم الأساسية.
واعتبرت أن هذه الخطوة تأتي كذلك في إطار إضعاف السلطة الفلسطينية، عبر إيصال رسالة مفادها أن السلطة غير قادرة على حماية المواطنين أو التصدي للاقتحامات، وأن اليد العليا على الأرض هي للاحتلال الإسرائيلي.
وختمت الباحثة السياسية الفلسطينية، الدكتورة تمارا حداد بالقول إن الهدف الاستراتيجي بعيد المدى للاحتلال هو تقطيع أواصر الضفة الغربية، وصولًا إلى فرض السيطرة الكاملة عليها وضمها، ضمن خطة ممنهجة تسعى لتكريس واقع الاحتلال وإنهاء أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة.