عاجل

خبير: الموقف الأمريكي هو الوجه الآخر لإسرائيل ومجلس الأمن أداة تخدم الأقوى

مجلس الأمن
مجلس الأمن

في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الموقف الأمريكي المنفرد داخل مجلس الأمن يعكس انحيازًا تاريخيًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، رغم الإجماع الدولي المتزايد على وصف ما يحدث في غزة بأنه كارثة إنسانية من صنع البشر.

 الدعم الأمريكي لإسرائيل ليس جديدًا بل هو ثابت تاريخيًا

وخلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أوضح عاشور أن الدعم الأمريكي لإسرائيل ليس جديدًا، بل هو ثابت تاريخيًا، إذ استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو 91 مرة منذ عام 1945، منها 49 مرة لصالح إسرائيل فقط، مشيرًا إلى أن هذا الانحياز يُفقد مجلس الأمن قدرته على أداء دوره كجهة أممية لحفظ الأمن والسلم الدوليين.

وقال إن "مجلس الأمن بات أداة سياسية تستخدمها القوى الكبرى، لا سيما الدول الخمس دائمة العضوية، لتكريس مصالحها وتبرير انتهاكات حلفائها"، مشددًا على أن هذا الوضع يكشف عن خلل هيكلي في النظام الدولي.

الاعتراف بفلسطين مهم ولكن غير كافٍ

وفي ما يتعلق بالاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين، نوه عاشور إلى أن هذه الخطوات مهمة على المستوى الرمزي والسياسي، لكنها لا تغيّر من الواقع الميداني شيئًا ما لم تُستكمل بإجراءات عملية.

وأكد أن "مقومات الدولة وفق القانون الدولي تشمل الأرض والشعب والسلطة والسيادة، وهي عناصر لا تزال غير مكتملة في الحالة الفلسطينية بسبب الاحتلال والتقسيم الجغرافي".

وحذر من أن إسرائيل قد تُسرّع عمليات التهجير والتغيير الديموغرافي قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإفراغ الأرض من سكانها وإسقاط مبدأ حل الدولتين عمليًا.

مجلس الأمن أصبح أداة شكلية.. والحل في الردع الحقيقي

وفي ختام حديثه، قال عاشور إن مجلس الأمن أصبح مجرد "مسرحية هزلية" تُدار لصالح القوى الكبرى، مشيرًا إلى أنه حتى في حالات سابقة كغزو العراق عام 2003، تجاهلت واشنطن قرارات المجلس تمامًا.

وأكد أن "إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة، ولن تتوقف عن عدوانها إلا إذا واجهت رادعًا حقيقيًا"، داعيًا إلى ضرورة تشكيل موقف عربي موحد يستند إلى إرادة سياسية إقليمية، تستطيع المناورة والضغط على الولايات المتحدة من منطلق المصالح المشتركة.

واختتم بالقول: "الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا منذ عام 2014 لتأسيس قوة عربية مشتركة، واليوم نحن أحوج ما نكون لتفعيل هذه الدعوة، أو على الأقل بناء موقف سياسي موحد يُجبر العالم على احترام حقوق الفلسطينيين".

تم نسخ الرابط