عاجل

هل يجوز كشف الشعر في النظرة الشرعية؟ العلماء يوضحون

الخاطب
الخاطب

أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الخاطب يجوز له أن يرى شعر المحجبة إذا أراد، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الأولى والأورع هو الالتزام برأي الأئمة الأربعة القائلين بعدم جواز النظر إلا إلى الوجه والكفين فقط.

وجاء ذلك ردًا على سؤال حول حكم نظر الخاطب إلى شعر خطيبته المحجبة، حيث بيَّن أن المذاهب الأربعة اتفقت على قصر النظر على الوجه والكفين، غير أن بعض العلماء استدلوا بحديث رواه الإمام أحمد في “المسند” أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خطب أحدكم المرأة فلينظر منها ما يدعوه إلى نكاحها».

وأضاف جمعة أن بعض الناس قد يرغبون في رؤية مخطوباتهم على هيئتهن الطبيعية داخل بيوتهن، وفي هذه الحالة يمكنهم تقليد من أجاز ذلك من العلماء، كما ذكر الإمام الباجوري في المذهب الشافعي: «من ابتلي بشيء من المختلف فيه فليقلد من أجاز»، ومن هؤلاء الإمام ابن حزم الذي أفتى بجواز نظر الخاطب إلى أكثر من الوجه والكفين. واستشهد جمعة بما ورد عن الصحابي جابر رضي الله عنه الذي ذكر أنه كان يتلصص لينظر إلى من أراد خطبتها، موضحًا أن ذلك كان جاريًا على عادات عصرهم، وهو يختلف عن واقعنا اليوم.

وأكد جمعة أن هناك مسلكين: الأول هو الأخذ برأي جمهور الفقهاء والأئمة الأربعة وهو الأحوط والأورع، والثاني هو الأخذ بالجواز استنادًا لما ورد في الحديث، وكلاهما جائز. لكنه شدد في ختام كلامه على أن هذا لا يعني أن الحجاب ليس فرضًا، بل هو فرض باتفاق، وإنما هناك حالات استثنائية أباح فيها الشرع التخفف من الالتزام به، مثل ما يكون للطبيب أو الخاطب أو القاضي أو رجل الأمن، وهذه رخص خاصة لا تُقاس عليها الحياة اليومية للمسلم

هل يجوز للخاطب محادثة خطيبته عبر الفيديو؟

تلقت دار الإفتاء سؤالا (هل يجوز للخاطب محادثة خطيبته عبر الفيديو؟)

وأجابت بأنه يجوز للخاطب أن يكلم خطيبته عبر الفيديو إذا كان ذلك في حدود الضوابط الشرعية، أي بدون خلوة محرمة أو حديث فيه فتنة أو ريبة. إذا التزم الخاطب وخطيبته بهذه الضوابط، فلا حرج في التواصل عبر الفيديو. أما إذا كان ذلك يؤدي إلى فتنة أو تجاوزات، فمن الأفضل تجنبه.

ضوابط المحادثة بين الخاطب وخطيبته:
1- أن يكون الهدف من المحادثة واضحًا ومشروعًا، مثل التعارف في حدود ما يسمح به الشرع، أو مناقشة أمور الزواج والتخطيط للحياة الزوجية.
2- الالتزام بالأدب والاحترام، وتجنب الكلمات أو العبارات التي قد تثير الفتنة أو الميول العاطفية الزائدة.
3- عدم استخدام المكالمات في أمور غير ضرورية، لأن الخِطبة مجرد وعد بالزواج وليست زواجًا، والخاطب ما زال أجنبيًا عن مخطوبته حتى يتم عقد النكاح.
4- عدم تبادل الصور أو المقاطع التي قد تكون سببًا في الفتنة أو الابتزاز لاحقًا.
5- يفضل أن تكون المحادثات في وجود أحد من أهل الفتاة أو على الأقل علمهم بها، حتى لا تكون هناك ريبة.

ما الحدود التي ينبغي مراعاتها في التعامل بين الخاطب وخطيبته؟

الخطوبة هي وعد بالزواج، وليست زواجًا بحد ذاته، ولذلك تظل العلاقة بين الخاطب وخطيبته محكومة بالضوابط الشرعية والأعراف الاجتماعية.

1- عدم الخلوة: لا يجوز للخاطب أن يختلي بخطيبته؛ لأنهما لا يزالان أجنبيين عن بعضهما حتى يتم عقد الزواج. قال النبي ﷺ: “لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم” (متفق عليه).
2- ضبط الحديث والتواصل: يجوز للخاطب التحدث مع خطيبته في حدود التعارف المشروع والتفاهم حول أمور الزواج، ولكن يجب أن يكون الكلام محتشمًا، بعيدًا عن الغزل أو العبارات التي تثير المشاعر.
3- عدم لمسها أو مصافحتها: لا يجوز للخاطب أن يلمس خطيبته أو يمسك يدها؛ لأنها لا تزال أجنبيّة عنه حتى يتم عقد الزواج.
4- عدم المبالغة في اللقاءات والهدايا: يفضل الاعتدال في اللقاءات (بحضور الأهل) والهدايا، حتى لا تحدث أي تعلق عاطفي زائد قد يؤدي إلى مشكلات عند عدم إتمام الزواج.
5- عدم التوسع في الخروج معًا: يجوز اللقاء في وجود محرم أو في مكان عام مع الالتزام بالآداب، لكن لا يصح أن يصبح الأمر وكأنه زواج قبل أوانه.
6- حفظ الأسرار والخصوصية: يجب أن يكون هناك احترام للخصوصية، وألا يتم كشف تفاصيل العلاقة للآخرين بطريقة قد تؤدي إلى الإحراج أو المشكلات في المستقبل.

وبناءً على ذلك فإن الخطوبة فرصة للتعرف على شخصية الطرف الآخر، ولكن في إطار الاحترام والضوابط الشرعية، مع الحرص على عدم تجاوز الحدود التي قد تؤدي إلى التعلق العاطفي غير المنضبط أو الوقوع في المحظورات.

آراء العلماء في حدود التعامل بين الخاطب وخطيبته؟

تتفق في الجملة على أنهما لا يزالان أجنبيين عن بعضهما حتى يتم عقد الزواج، لكنهم يوضحون بعض الضوابط التي تختلف باختلاف المذاهب والتفسيرات. إليك أبرز الآراء:

1- جمهور العلماء (المالكية، الشافعية، الحنابلة):

• يرون أن الخاطب أجنبي عن خطيبته، فلا يجوز له الخلوة بها، ولا لمسها، ولا التوسع في الحديث العاطفي.
• يجوز له النظر إليها عند الخطبة بقدر الحاجة، استدلالًا بحديث النبي ﷺ: “إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل” (رواه أبو داود).
• التواصل بينهما يكون بقدر الحاجة، ولا يكون فيه خضوع بالقول أو كلام يثير الشهوة.

2- الحنفية:

• يتفقون مع الجمهور في منع الخلوة واللمس، لكنهم أجازوا الحديث معها في الأمور المتعلقة بالزواج والتعرف عليها ما دام ذلك بدون ريبة أو فتنة.
• بعض علماء الحنفية أجازوا مصافحتها عند الضرورة إذا كان بلا شهوة، ولكن هذا رأي مرجوح عند جمهور الفقهاء..

3- بعض العلماء المعاصرون:

• أكدا أن الخاطب لا يجوز له الخلوة بخطيبته، ولا لمسها، ولا الخروج معها بدون محرم.
• أجازا التحدث معها بقدر الحاجة، ولكن بشروط: أن يكون الحديث محترمًا، وأن يكون الغرض التعارف الجاد وليس التسلية أو العواطف.
• الخاطب أجنبي عن خطيبته حتى يتم عقد الزواج.
• يجوز له النظر إليها عند الخطبة بقدر الحاجة.
• لا يجوز لمسها أو الخلوة بها.
• التواصل يكون للضرورة فقط وبضوابط شرعية.

وبناءً على ذلك، فإن التعامل بين الخاطب وخطيبته يجب أن يكون مضبوطًا بالشرع، مع تجنب أي تصرف قد يؤدي إلى التعلق العاطفي غير المبرر أو الوقوع في المحرمات.

تم نسخ الرابط