عاجل

فيه لحظة كده بتيجي لأي ست في العلاقة لحظة صمت مفاجئ من الرجل.

كان من شوية بيتكلم وبيضحك بيفضفض وفجأة تلاقيه سحب نفسه بهدوء دخل في حالة من السكون وكأنه اختفى مش شرط اختفى فعليًا لكنه اختفى جوا نفسه.

اللحظة دي اللي كتير من الستات بيفسروها إنها بعد أو إهمال هي في الحقيقة “كهف الرجل”.

الرجل عنده طريقة خاصة جدًا في التعامل مع ضغوطه ومشاكله مش بيشبه الست اللي أول ما تتزنق أو تتعب بتجري على أقرب حد قريب ليها تحكيله تطلع اللي في قلبها بالكلام الراجل العكس تمامًا هو محتاج يسحب نفسه جوا مساحة خاصة يقفل على نفسه من غير أصوات ولا مطالب يقعد يعالج الأمور في دماغه كأنه بيحطها واحدة واحدة على الترابيزة يفككها ويركبها تاني.

والكهف هنا مش غرفة ولا مكان ده حالة عقلية وروحية حالة انسحاب مؤقت من العالم ومن العلاقة ومن كل اللي حواليه مش كره ولا بعد لكن استراحة بيجمع فيها قواه.

الست بطبيعتها بتقلق جدًا من الكهف ده. بتسأل نفسها:

هو زهق مني؟

هو مش مبسوط معايا؟

هو لقى بديل؟

هو ليه فجأة هادي وساكت؟

لكن الحقيقة إن الكهف ملوش علاقة بيها هي شخصيًا ده جزء من تكوين الراجل النفسي كل مرة يدخل فيها الكهف هو بيرتب أموره الداخلية بيستعيد توازنه ولما يخلص بيطلع راجع للعلاقة أهدى وأقوى.

المشكلة بتبدأ لما الست تحاول تقتحم الكهف يعني تزن تسأل وتفضل تدور على إجابة دلوقتي حالًا هنا الراجل بيحس إنه بيتحاصر وبدل ما يطلع أسرع ممكن يطول أكتر.

الحل؟

إن الست تتعلم “فن الانتظار”. مش استسلام لكن فهم لطبيعة مختلفة إنها تديله مساحته من غير شعور بالتهديد وفي المقابل الراجل لازم يطمنها إنه لسه موجود وإن الكهف مش هروب منها لكن راحه مؤقتة علشان يقدر يكمل معاها.

العلاقات مش بس حب وضحك واهتمام العلاقات كمان علم وفهم عميق لنفسية التاني اللي يعرف يفهم “كهف الرجل”، يعرف إنه السر مش في منعه ولا الهروب منه السر في احترام وجوده.

لأن في النهاية…

الرجل محتاج كهفه والست محتاجة تطمن. ولو الاتنين استوعبوا الحقيقة دي هيفضل باب الكهف يتفتح ويتقفل من غير ما يبقى في خسارة أو وجع.

تم نسخ الرابط