طبيب يتعرض لعملية نصب منظمة من موظفي بنك مصر : أنت عميل VIP

كشف الدكتور حسام الديب، استشاري الروماتيزم، تعرضه لعملية نصب من موظفين في بنك مصر، بزعم أنه عميل "vip” ومن المفترض ان تتم معاملته بشكل مميز.
وكتب "الديب"، عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: “أنا اتعرضت لعملية احتيال وخداع من اتنين موظفين في بنك مصر داخل البنك، اللي حصل أول امبارح يوم الاثنين” تلقيت مكالمة من موظف في بنك مصر، وأخبرني أني عميل مهم، وعندنا عروض قوية جدًا لحضرتك بس تشرفنا في الفرع.
فكان ردي عليه: أنا لا أذهب إلى البنك غير مرة كل سنتين لما تكون حاجة مهمة، غير كده وقتي ضيق مقدرش أروح، لكن الموظف ألح عليّ، بحجة أن الموضوع في غاية الأهمية، والدكتور رئيس القسم سيقابل حضرتك بنفسه.
وتابع استشاري الروماتيزم: بعد ما زهقت، رديت عليه بـ "هشوف وقتي ولو قدرت أجيلكم"، لكنه اتصل بي مكالمة ثانية بعد عشر دقائق، “هننتظرك” حتى بعد موعد إغلاق البنك لأهمية الموضوع.
ومكالمة ثالثة بعد ساعتين، وقال لي: تلقينا إيميل باسم حضرتك وعدد من الأطباء والعملاء الكبار عشان نعرض عليكم المنتجات دي، وأنا قلت له: أنا وقتي ضيق، مش بروح كشوفات منزلية، عشان وقتي ضيق، أنت متخيل؟ ولما لقاني مش ناوي أروح البنك، أعطى السماعة لمديره.
وأضاف الدكتور حسام الديب، استشاري الروماتيزم: المدير قال لي: عندنا كروت مشتريات، وهتاخد عليها دولار بسعر البنك، وقلت له: مش محتاج، قال لي: مش بتسافر بره؟ قلت له: بسافر، لكن عندي الحاجات دي من بنك تاني ومش محتاجها. قال لي: طب خليك بالك إن حسابك الحالي مش VIP، عايزين نعمل لك الحساب VIP، عشان تاخد فايدة أكبر ١٩.٥٪ بدل فايدتك الحالية ١٧٪، قلت له: بس أنا حسابي VIP أصلًا، قال لي: لا، أنت عميل VIP، لكن حسابك اللي فلوسك فيه ده العادي، إنما هنفتح لك حساب VIP بفايدة أكبر لما تشرفنا في البنك.
وأوضح "الديب" أن أحد الموظفين أقنعه بأن البنك سيمنحه حسابًا من فئة VIP، وأبلغه بإمكانية ترقيته إلى فئة "Private"، وهي أعلى فئة للعملاء في البنك، رغم تأكيده المتكرر على ضيق وقته وعدم رغبته في أي منتجات مالية جديدة.
وبعد عدة مكالمات وإلحاح شديد من الموظف، وافق على زيارة الفرع بشرط إنجاز الأمر خلال ربع ساعة، وهو ما أكد الموظف أنه سيتم في عشر دقائق فقط. لكن، ما إن وصل الدكتور حسام إلى البنك، حتى فوجئ بالموظف يطلب منه التوقيع على "طلب كارت مشتريات"، الأمر الذي رفضه، مذكرًا إياه بأن زيارته كانت فقط بهدف فتح حساب VIP بفايدة أعلى، وليس لطلب بطاقات أو قروض.
لاحقا، قام موظفو البنك بفتح حساب جديد عبر تطبيق الهاتف المحمول، أطلقوا عليه اسم "صندوق مصر اليومي"، مؤكدين له أن الحساب يعطي فوائد أعلى، لكنه مخصص للتحويلات فقط، ولا يمكن السحب منه عبر ماكينات الصراف الآلي. كما عرضوا عليه إدخال أمواله في شهادة بفائدة ٢٣٪، مقابل قرض بفائدة أقل، تودع قيمته في الحساب الجديد لتحقيق ما أسموه "فايدة من الجانبين".
ورغم رفضه المتكرر، استمر الموظفون في محاولة إقناعه، وتحذيره من احتمال خفض الفائدة قريبًا، الأمر الذي اعتبره محاولة واضحة لاستعجاله ودفعه لاتخاذ قرار دون تفكير كاف.
وبعد مغادرته الفرع، اعتقد الدكتور حسام أنه نجح في فتح حساب VIP بفايدة أعلى دون الدخول في أي التزامات إضافية. لكنه تفاجأ بعدم نزول أي أرباح في اليومين التاليين، مع خصم مبلغ ٢٠٠ جنيه لفتح الحساب. وبعد بحث وسؤال داخل البنك، تبيّن أن الحساب المفتوح ليس حسابًا لكبار العملاء، بل هو صندوق استثماري بعائد أقل من حسابه الأصلي، إذ انخفضت الفائدة من ١٧٪ إلى ١٦٪، بالإضافة إلى أن التعامل عليه محصور في ساعات محدودة داخل الفرع.
واتهم "الديب" موظفي البنك بتقديم معلومات مغلوطة ومضللة، مؤكدًا أن ما حدث معه كان محاولة مقنّعة لجذب العميل وإجباره على تحويل أمواله إلى منتج أقل فائدة، مستنكرا هذا الأسلوب خاصة من بنك بحجم بنك مصر، الذي يُفترض أن يكون مؤسسة وطنية تحترم وقت عملائها وثقتهم.
كما أكد أنه تواصل مع الموظف مرة أخرى ليبلغه بنيته تقديم شكوى رسمية ونشر الواقعة للرأي العام، مضيفًا أن رد الموظف كان مفاجئا، حيث قال له: "بسيطة.. رجع الفلوس من الأبلكيشن وكأن ما حصلش حاجة!"، وهو ما اعتبره "استهانة صريحة بوقت العميل ومجهوده".
واختتم الدكتور حسام منشوره بتساؤلات عن مدى التزام البنوك بالمصداقية والشفافية في التعامل مع عملائها، لا سيما في ظل ازدياد الشكاوى من ممارسات مصرفية لا ترتقي لمستوى الثقة المفترض في مؤسسة وطنية بهذا الحجم.