«الكشكي»: مصر لن تسمح بالاعتداء على سفاراتها.. والفوضى لن تنال من هيبتنا

أكد الكاتب الصحفي جمال الكشكي، أن الدولة المصرية لن تسمح بأي حال من الأحوال بالاعتداء على سفاراتها وقنصلياتها المنتشرة في مختلف أنحاء العالم، خاصة في مناطق التوتر والنزاعات.
وأوضح الكاتب الصحفي ، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسؤوليتي" المذاع عبر فضائية صدى البلد، أن البعثات المصرية تتمتع بسمعة دولية قوية، وأن أي مساس بها يعد تجاوزًا خطيرًا للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية التي أقرتها اتفاقية فيينا لحماية المقرات الدبلوماسية.
وأضاف أن الاعتداءات التي شهدتها بعض السفارات المصرية في الخارج، لا يمكن قراءتها إلا في إطار مخططات الفوضى، التي تهدف للنيل من صورة الدولة المصرية في الخارج وإضعاف مكانتها الدبلوماسية، مؤكداً أن مصر لن تتهاون مع أي محاولة للنيل من هيبتها أو هيبة ممثليها الشرعيين في العالم.
دور القانون الدولي ومسؤولية أوروبا
وشدد الكشكي على أن ما حدث مؤخراً في بعض العواصم الأوروبية من اعتداءات على البعثات المصرية يمثل إخلالاً صارخاً بالقانون الدولي، الذي يلزم الدول المضيفة بحماية البعثات الدبلوماسية وتأمينها.
وأشار إلى أن القوانين الدولية ليست شعارات تُرفع في المؤتمرات، وإنما التزام عملي يقع على عاتق الحكومات المضيفة التي يجب أن تتحمل كامل المسؤولية القانونية والأمنية عن أي اعتداء يحدث على أراضيها.
وبيّن أن أوروبا كثيراً ما تتحدث عن حقوق الإنسان وحماية الحريات، لكنها عندما يتعلق الأمر بحماية البعثات الدبلوماسية – ومنها المصرية – فإنها تتغافل أو تتباطأ، وهو ما يعكس ازدواجية واضحة في المعايير، ويطرح تساؤلات حول مدى احترام تلك الدول لالتزاماتها الدولية.
مصر لديها أكبر البعثات في مناطق الصراع
وأوضح الكشكي أن مصر من الدول القليلة التي لديها أكبر وأوسع شبكة من البعثات الدبلوماسية في مناطق التوتر والصراع، مثل أفريقيا والشرق الأوسط وبعض الدول التي تشهد نزاعات داخلية.
وتابع أن هذا الانتشار الواسع يعكس ثقة المجتمع الدولي في الدور المصري كوسيط فاعل قادر على التوازن وحماية مصالح شعوب المنطقة، مضيفًا أن مصر لا تبني علاقاتها الخارجية على المصالح الضيقة وإنما على أسس ثابتة من الحوار والاحترام المتبادل.
وأشار إلى أن هذه البعثات ليست مجرد مقار تمثل الدولة، وإنما هي جسور تواصل دبلوماسي وإنساني وثقافي، وبالتالي فإن أي اعتداء عليها يعد محاولة خبيثة لإضعاف هذا الدور الحيوي.
الاعتداءات على السفارات المصرية.. رسالة فوضى
أوضح الكشكي أن هناك أطرافًا تسعى دائمًا إلى تصدير الفوضى لمصر عبر استهداف بعثاتها، مشيراً إلى أن هذه المحاولات ليست عفوية وإنما تأتي ضمن مخططات منظمة مدعومة من قوى لا ترغب في استقرار مصر ولا في استمرار دورها القيادي.
وأكد أن مصر باتت تدرك هذه المخططات جيدًا، وتتعامل معها بوعي وحزم في آن واحد، سواء من خلال القنوات القانونية والدبلوماسية أو من خلال التواصل المباشر مع الحكومات المضيفة.
وأضاف أن الاعتداء على السفارات ليس موجهاً فقط ضد المباني أو الدبلوماسيين، بل هو استهداف لرمزية الدولة المصرية ومكانتها وهيبتها، ومحاولة لتشويه صورتها أمام العالم.
مصر تحمي أبنائها في الداخل والخارج
أشار الكشكي إلى أن مصر، عبر تاريخها، لم تتهاون في حماية أبنائها سواء داخل البلاد أو خارجها، وأنها تعتبر أي اعتداء على مواطنيها أو ممثليها الرسميين خطًا أحمر.
وقال إن الدولة المصرية تتبنى استراتيجية شاملة لحماية بعثاتها بالخارج، من خلال التنسيق المستمر مع الأجهزة الأمنية للدول المضيفة، إلى جانب التحرك الدبلوماسي السريع لتوضيح المواقف ومحاسبة المعتدين.
وشدد على أن مصر لن تترك أي اعتداء يمر مرور الكرام، لأنها دولة تعرف قيمة مواطنيها وتدرك جيداً كيف تحافظ على مصالحها في مواجهة التحديات.
الدبلوماسية المصرية.. قوة ناعمة تحميها الدولة
أكد الكشكي أن الدبلوماسية المصرية تمثل إحدى أهم أدوات القوة الناعمة التي تتميز بها الدولة المصرية، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية المصرية لعبت دوراً كبيراً في السنوات الأخيرة في دعم المواقف الوطنية والترويج لصورة مصر كدولة سلام واستقرار.
وأضاف أن مصر، رغم كل الضغوط التي تواجهها، لا تزال حاضرة بقوة في ملفات إقليمية ودولية شديدة الحساسية، مثل القضية الفلسطينية، واستقرار ليبيا، وحماية الأمن القومي العربي.
وبيّن أن هذه المكانة لا يمكن أن تُنال منها محاولات الاعتداء أو الإرهاب الدبلوماسي، لأن مصر تقف خلفها دولة قوية ومتماسكة وشعب يدرك قيمة أمنه القومي.
مصر ترسل رسالة واضحة للعالم
اختتم الكشكي تصريحاته بالتأكيد على أن الرسالة التي تريد مصر إرسالها للعالم واضحة لا لبس فيها: لن نسمح بالاعتداء على سفاراتنا أو قنصلياتنا في أي مكان، وأن أي محاولة لاستهداف هذه البعثات ستقابل بإجراءات حازمة تحمي هيبة الدولة وكرامة أبنائها.
وقال إن احترام القانون الدولي ليس خياراً، بل التزاماً يفرضه المجتمع الدولي على جميع الدول، مؤكداً أن مصر ستظل تدافع عن حقوقها وسيادتها، وستواصل أداء دورها الدبلوماسي والإنساني في أصعب الظروف.