جمال الكشكي: إسرائيل تجرف الأراضي وتستخدم التجويع لإجبار المدنيين على النزوح

يشهد قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث تتعرض البنية التحتية للتدمير الشامل بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر، وسط حصار خانق يمنع وصول الغذاء والدواء ومياه الشرب للسكان وفي ظل هذه الظروف المأساوية، تؤكد مصر على ضرورة تدخل المجتمع الدولي العاجل لإيقاف الحرب وإنقاذ الشعب الفلسطيني من كارثة المجاعة والتشريد.
مصر تدعو إلى تدخل دولي عاجل لوقف الحرب في غزة
قال جمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، إن مصر طالبت المجتمع الدولي مرارًا بضرورة التحرك السريع لوقف نزيف الدم في غزة، مؤكدًا أن استمرار الاحتلال في تدمير البنية التحتية واستهداف المناطق الحيوية يمثل خطرًا وجوديًا على حياة الفلسطينيين.
وأشار الكشكي خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز" إلى أن الوضع الإنساني في غزة يزداد خطورة يومًا بعد يوم، خاصة مع ندرة الغذاء وانعدام الأدوية ومياه الشرب، ما يجعل المجاعة تلوح في الأفق كتهديد قاتل لكافة سكان القطاع.
الاحتلال يمنع المساعدات الإنسانية
أوضح الكشكي أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد منع مرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تجرّم استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين.
وأضاف أن ما يجري في القطاع ليس مجرد أزمة عابرة، بل جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، تستهدف تركيع الشعب الفلسطيني الباسل من خلال الحصار والتجويع والقتل الممنهج.
الحاجة إلى موقف عربي موحد
وشدد رئيس تحرير الأهرام العربي على أن الحرب في غزة لا يمكن مواجهتها بالتصريحات فقط، بل تحتاج إلى موقف عربي موحد قوي يضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات عملية توقف العدوان وتفرض إدخال المساعدات بشكل عاجل.
وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يترك وحيدًا، وأن مصر ستظل دائمًا في مقدمة الداعمين للقضية الفلسطينية على كافة الأصعدة السياسية والإنسانية.
الأمم المتحدة: المجاعة في غزة بلغت الذروة
من جانبه، قال الدكتور أمجد الشوا، المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية في غزة، إن إعلان الأمم المتحدة تفشي المجاعة في القطاع يمثل اعترافًا دوليًا خطيرًا يفضح زيف رواية الاحتلال.
وأضاف أن إسرائيل تحاول التغطية على جرائمها بادعاءات كاذبة عن إدخال مساعدات، بينما الحقيقة أن أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من التجويع الجماعي المتعمد.
غزة بين الحصار والإبادة الجماعية
أوضح الشوا أن ما يحدث في غزة لا يقتصر على الحرب العسكرية فقط، بل هو مخطط إبادة ممنهج يستهدف تهجير السكان قسريًا عبر تدمير منازلهم ومنع وصول أي مقومات للحياة.
وأشار إلى أن العالم يقف أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية، فالصمت الدولي على هذه الجرائم يعد مشاركة غير مباشرة في الكارثة الإنسانية التي تضرب غزة.
مسؤولية المجتمع الدولي في وقف المأساة
أكد الشوا أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بأكثر من مجرد بيانات إدانة، بل عليه التحرك الجاد لفرض وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود.
وأضاف أن استمرار الصمت سيؤدي إلى مزيد من الضحايا، وأن التاريخ لن يغفر لمن يشارك في التغطية على جرائم الاحتلال أو يتقاعس عن حماية المدنيين.
مأساة غزة عنوان للضمير الإنساني
تتحول غزة اليوم إلى اختبار حقيقي لضمير العالم، فإما أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته التاريخية في حماية الشعب الفلسطيني، أو أن يظل صامتًا أمام واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في العصر الحديث.
وبينما يواصل الاحتلال حربه الوحشية، يبقى الأمل معقودًا على تزايد الضغوط الدولية والعربية لإيقاف آلة القتل وإنقاذ ما تبقى من أرواح في القطاع المحاصر.