ريم بسيوني تكشف الأسرار الثقافية والتاريخية للمماليك والدولة الطولونية |فيديو

استعرضت الكاتبة والروائية الدكتورة ريم بسيوني، أستاذة اللغويات بالجامعة الأمريكية، خلال لقاءها في برنامج "مساء جديد" على قناة المحور الفضائية، معلومات وثقافات تاريخية غنية عن دولة المماليك والدولة الطولونية والفاطمية، مسلطة الضوء على تأثير هذه العصور على الهوية المصرية.
وقالت ريم بسيوني: "من الأمور التي لفتت انتباهي هي دراسة ثلاثيات التاريخ المصري، المملوكي، الطولوني والفاطمي، لأنها تمثل محطات هامة في تكوين الهوية المصرية، لكل منها تأثيراته الثقافية والاجتماعية والسياسية التي شكلت مصر الحديثة".
المماليك وتأثيرهم
أوضحت ريم بسيوني أن دولة المماليك كانت دولة مستقلة تمامًا رغم ارتباطها نظريًا بالخلافة العباسية، حيث حكمت مصر والشام وجزءًا من الحجاز، وحققت قوة كبيرة على مستوى الإمبراطورية الإسلامية، مضيفه: "الثقافة المملوكية كانت عالية جدًا، لكن معلوماتنا عنها سطحية جدًا بسبب محدودية ما يُدرس في المدارس، في حين أن المماليك قدموا إنجازات معمارية وثقافية هامة يجب أن يُعرف عنها الجميع".
وأشارت ريم بسيوني إلى أن المماليك لم يكن لديهم وطن غير مصر، حيث اعتُبروا جزءًا من التاريخ المصري بالكامل، مما يعكس أهمية ترسيخ قيم الفخر بالهوية الوطنية في فهم التاريخ.
الدولة الطولونية والنهضة
تناولت ريم بسيوني الدولة الطولونية، التي أسسها أحمد بن طولون، مؤكدًة أن هذه الدولة بدأت نهضة ثقافية وصناعية في مصر، وكانت بمثابة البداية الحقيقية لتدوين الهوية المصرية، قائلة: "عصر أحمد بن طولون شهد تأسيس العاصمة الجديدة وبداية كتابات تتناول الهوية المصرية، وهو ما ساعد على تطور وعي المجتمع بالهوية الوطنية".
وأضافت ريم بسيوني: "الدولة الطولونية مثلت مرحلة مهمة من النهضة الاقتصادية والثقافية، وكانت قاعدة قوية للعلوم والفنون في مصر، ما جعلها مثالاً على الاستقلالية والتنظيم الحضاري".
الدولة الفاطمية وإنجازاتها
أشارت ريم بسيوني إلى أهمية الدولة الفاطمية ودورها في حماية مصر من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، مستشهدة بشخصية بدر الجمالي الذي أنقذ البلاد من الشدة المستنصرية، قائلة: "بدر الجمالي كان له دور محوري في تقسيم مصر إلى محافظات، وتنظيم الأراضي الزراعية، ورفع الاقتصاد المصري خلال فترة وجيزة، وهو مثال على القيادة الحكيمة التي ساهمت في نهضة مصر".
كما سلطت ريم بسيوني الضوء على الأعمال المعمارية والثقافية في العصر الفاطمي، مثل حلويات القطايف التي ظهرت في رمضان، والتي ما زالت جزءًا من التراث المصري، مؤكدة أن كل هذه الإنجازات تُظهر غنى التاريخ المصري وتنوعه الثقافي.
العمارة والتراث الثقافي
ناقشت ريم بسيوني الدور الحضاري للمماليك والفاطميين في العمارة، حيث أشاروا إلى أن كل عصر من هؤلاء الملوك ترك بصماته على القاهرة والمدينة المصرية، بما في ذلك بناء المساجد والمدارس والقصور، قائلة: "كل مبنى وكل إنجاز يعكس تاريخًا زاهرًا يجب أن نفتخر به، فهذا ليس مجرد تراث، بل هو جزء من الهوية المصرية التي استمرت عبر الأجيال".
وأضافت ريم بسيوني: "حتى الممارسات الثقافية مثل الاحتفال بالمولد النبوي، كانت تحظى بأهمية كبيرة في المماليك والفاطميين، حيث تم توثيقها وتطويرها لتصبح جزءًا من الثقافة المصرية المستمرة".

الهوية المصرية عبر العصور
اختتمت ريم بسيوني حديثها بالتأكيد على أن الهوية المصرية تشكلت عبر تراكب هذه العصور الثلاثة، وأن كل فترة ساهمت في بناء الحضارة المصرية بشكل متكامل، قائلة: "التاريخ المصري غني جدًا، وما فيش فترة بدون إنجازات أو رموز يجب أن نفخر بها، لأن كل عصر من الطولوني، الفاطمي والمملوكي ساهم في ترسيخ الهوية المصرية وتشكيلها".
وشددت ريم بسيوني على أن دراسة هذه العصور تساعد على فهم كيف تشكلت مصر المعاصرة من خلال المزيج الفريد من الثقافة والسياسة والاقتصاد، مشيرة إلى أهمية الاستمرار في التعرف على تاريخ مصر بعمق لربط الحاضر بالماضي.