بعد زيارته لإسرائيل.. ما المتوقع أن يحمله المبعوث الأمريكي إلى لبنان؟

أوضحت الدكتورة نادين الكحيل، الكاتبة والباحثة السياسية، تفاصيل الورقة الأمريكية التي طرحت مؤخراً، وأشارت إلى الرد الإسرائيلي الذي سبق وصول الوسيط توم باراك، حيث أعلنت تل أبيب عن استعدادها لدعم لبنان في جهود نزع سلاح "حزب الله" والعمل على مستقبل أكثر أمناً واستقراراً للبلدين.
إسرائيل أظهرت صورة إيجابية
ونوهت خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية إلى أن إسرائيل أظهرت صورة إيجابية من خلال إعلانها عن تقليص تدريجي لوجود قواتها، فيما أقدم الجيش اللبناني على خطوات فعلية لنزع سلاح "حزب الله"، وذلك في وقت حساس تمر به البلاد، وسط تسريبات تحدثت عن إنشاء منطقة اقتصادية صناعية في جنوب لبنان وترافق ذلك مع تمديد مهام قوات "اليونيفيل" لسنة جديدة، ما يفتح المجال أمام تعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب.
وأكدت الكحيل أن دعوة "حزب الله" إلى الاعتصام، والتي تم تأجيلها بناءً على طلب رئيس البرلمان نبيه بري، تعكس رغبة واضحة في فتح باب الحوار والتفاوض، وتفادي مزيد من التصعيد في الشارع اللبناني، مشيرة إلى أن لبنان أمام فرصة حقيقية للخروج من المذهبية والطائفية نحو توحيد الصفوف تحت راية الوطن.
إمكانية انفجار الوضع بسبب التعقيدات الأمنية
وقالت: "الإدارة الأمريكية تعمل حالياً على تشكيل مجموعات عمل متخصصة في قضايا الحدود والسلاح ودور القوات الدولية، بهدف تفكيك الألغام الأمنية تدريجياً، وتمهيد الطريق لاستقرار لبناني حقيقي وإعادة إعمار".
وعن مدى إمكانية انفجار الوضع بسبب التعقيدات الأمنية، أكدت أن قرار "حصرية السلاح" موجود في ميثاق الوفاق الوطني منذ انتهاء الحرب الأهلية، وهو قيد التنفيذ، حيث منحت مهلة للجيش اللبناني لوضع خطة مدروسة مع مراعاة الاستقرار الداخلي.
فيما أوضحت أن تجنب الصدام ممكن عبر خطة تراعي عدم الاصطدام داخلياً، مضيفة أن حزب الله يجب عليه أن يعيد قراءة دوره ويبتعد عن جعل لبنان رهينة في صفقات إقليمية، خصوصاً بعد تصاعد الخطاب الحاد عقب زيارة مسؤول إيراني للمنطقة، والتي تزامنت مع محادثات طهران النووية مع أوروبا.
تململ داخل الشارع اللبناني
كما نوهت إلى وجود تململ داخل الشارع اللبناني، ورفضه لفكرة أن يُجر البلد إلى صراعات جديدة، خصوصاً أن الحرب الأخيرة أظهرت هشاشة قدرات الحزب الاستخبارية والعسكرية.
وعن مدى قدرة هذا الرفض الشعبي على الضغط على "حزب الله" للانصياع لتسليم السلاح، أكدت أن التأجيل الأخير للاعتصام يعكس محاولة لإفساح المجال لمزيد من الحوار والصفقات التي تشمل ترسيم الحدود وتعزيز سيادة الدولة اللبنانية.
وأشارت الدكتورة نادين إلى وجود رغبة دولية وإقليمية بتحقيق استقرار طويل الأمد في لبنان، مبينة أن هناك تحولات استراتيجية في المنطقة مع تعدد الأقطاب وتغير موازين القوى، محذرة من خطر عودة الاضطرابات الأمنية بسبب الجماعات التكفيرية المنتشرة، مؤكدة أن الأولوية الآن تكمن في وحدة الصف اللبناني وسلمه الأهلي.