عاجل

احتفالًا بذكرى المولد الشريف.. ما فضل إطعام الطعام في شهر ربيع الأول؟

المولد النبوي
المولد النبوي

 قالت دار الإفتاء إنَّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو صورة من صور التعظيم والفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبته وتعظيمه من أوضح معالم الإيمان وأركانه؛ إذ لا يكتمل الإيمان إلا بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم فوق النفس والمال والأهل.

ومن أبرز مظاهر الفرح في هذه المناسبة ما يقوم به المسلمون من إطعام الطعام، وصناعة الولائم، وذبح الذبائح، وقد أكد علماء الأمة على مشروعية ذلك؛ إذ يقول الحافظ السخاوي في كتابه الأجوبة المرضية (1/1116):

[ما زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وآله وسلم، فيقيمون الولائم المشتملة على وجوه السرور، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون البهجة ويكثرون من وجوه البر، ويعتنون بقراءة قصة المولد الشريف، ويجتلبون من بركاته الخيرات، بحيث صار ذلك أمرًا مُجرَّبًا] اهـ.

وهذا كله داخل في باب الطاعات والقُرُبات؛ فقد نص العلماء على استحباب الصدقة وإظهار الفرح بمولده الشريف. وقد قال الإمام أبو شامة المقدسي في كتابه الباعث على إنكار البدع والحوادث (1/23):

[إن البدع الحسنة متفق على جوازها واستحبابها، ويُرجى الثواب لمن قصد بها الخير، ومن أحسن ما أحدث في زماننا من ذلك: ما كان يُفعل بمدينة إربل -حرسها الله- من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم؛ فإن في ذلك إحسانًا إلى الفقراء، وإشعارًا بمحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه، وشكرًا لله تعالى على ما أنعم به من بعثة رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين] 

ولا شك أن مثل هذا مما يسرّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويفرحه؛ فقد نقل الإمام الصالحي في كتابه سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (1/363) عن الشيخ أبي موسى الزرهوني -وكان من أهل الصلاح- أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه، فشكا إليه من يقول ببدعية الاحتفال بالمولد، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن فرِح بنا فرِحنا به» 

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

تبدأ ليلة المولد النبوي الشريف 2025 من مساء يوم الأربعاء الموافق 3 سبتمبر 2025، وتستمر حتى غروب شمس يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر 2025 الموافق ليوم المولد حسبما أعلنت الحسابات الفلكية، ويقول الأزهر للفتوى، إن الاحتفال بميلاده صلى الله عليه وسلم تعظيمٌ واحتفاءٌ بالجناب النبوي الشريف، وهو عنوان محبَّته التي هي ركن من أركان الإيمان.

وتابع الأزهر: المراد من الاحتفال بذكري المولد النبوي: يقصد به تجمع الناس علي الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛ إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وسلم إلي الدنيا، فميلاده كان ميلادًا للحياة.

ولفت إلى أن الله تعالي كرَّم أيام مواليد الأنبياء عليهم السلام وجعلها أيام سلام؛ فقال سبحانه: " وسَلَامٌ عليه يَومَ وُلِدَ" [مريم: 15]، وفي يوم الميلاد نعمةُ الإيجاد، وهي سبب كل نعمة بعدها، ويومُ ميلاد النبي -صلى الله عليه وسلم- سببُ كلِّ نعمة في الدنيا والآخرة. وكان النبي- صلى الله عليه وسلم- إذا سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال: " ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فِيهِ" [رواه: مسلم]. وهذا إيذانٌ بمشروعية الاحتفال به صلى الله عليه وسلم بصوم يوم مولده.

قال السخاوي رحمه الله: ثم ما زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم يعملون الولائم البديعة المشتملة علي الأمور البهجة الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون في المبرات بل يعتنون بقراءة مولده الكريم وتظهر عليهم من بركات كل فضل عميم.

وشدد عليه: فالاحتفال بميلاده جائز، وهو من سبل إظهار المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

تم نسخ الرابط