براءة «أم هاشم» من جريمة دلجا بعد كشف المتهمة الحقيقية

عاشت السيدة أم هاشم أحمد عبد الفتاح أيامًا عصيبة بين اتهامات قاسية بقتل أطفالها الستة وزوجها، في واحدة من أبشع القضايا التي هزت محافظة المنيا، وصولًا إلى قرار إيداعها مستشفى الأمراض النفسية.
لكنّ الحقيقة لم تلبث أن تكشفت في مشهد قلب الموازين رأسًا على عقب، بعد إعلان وزارة الداخلية عن الجانية الحقيقية، لتظهر براءة "أم هاشم" وتعود إلى أهلها محملة بوجع فقدان أسرتها، وصراع مع ذكريات لن تمحى.
بداية الشكوك حول الأم المكلومة
منذ وقوع الحادثة المروعة في قرية دلجا بمركز دير مواس بالمنيا، ضاقت دائرة الشك على والدة الأطفال، فقد بدت ملامح الحزن عليها مضطربة، وتلعثم لسانها أثناء التحقيقات، ما جعل الأهالي يظنون أنها تخفي شيئًا، كما تضاربت أقوالها أمام النيابة، الأمر الذي دفع السلطات لإيداعها مستشفى العباسية للأمراض النفسية، لتزداد الشبهات حولها بأنها هي الفاعلة.
همسات الأهالي وقرار النيابة
قرار إيداع الأم في مستشفى الأمراض النفسية كان بمثابة صدمة كبيرة لأهل القرية. فقد رأى البعض أن نجاتها وحدها من الخبز المسموم في الليلة المشؤومة يثير الريبة، بينما ذهب آخرون إلى التعاطف معها باعتبارها ضحية، لكن همسات الاتهام لم تفارقها طيلة الأيام الماضية، ما جعلها تعيش أصعب مراحل حياتها بين جدران المستشفى.
بيان الداخلية يكشف الحقيقة
المفاجأة الكبرى جاءت من وزارة الداخلية التي أعلنت في بيان رسمي أن الزوجة الثانية هي من ارتكبت الجريمة، بعد أن وضعت السم في الخبز للتخلص من "ضرتها" وأبنائها خوفًا من أن يهجرها زوجها، بهذا البيان تبددت الغيوم، واتضح أن الأم المكلومة لم يكن لها يد فيما حدث، لتعود براءتها إلى الواجهة، بينما بقيت المأساة محفورة في ذاكرة الجميع.
عودة حزينة إلى بيت العائلة
بحسب تصريحات عم الأطفال المتوفين، علي محمد، لـ"نيوز رووم"، فإن أم هاشم خرجت من المستشفى منذ أيام قليلة، وعادت إلى منزل أسرتها في بني سويف بعد خمسة عشر عامًا من الزواج، لكنها عادت وحيدة، بلا زوج ولا أبناء، تاركة خلفها بيتًا تم تشميعه وذكرى مأساوية لستة أطفال قُتلوا بدم بارد مع والدهم.
براءة ممزوجة بالحزن
رغم أن التحقيقات برّأت "أم هاشم" وأعادت لها حريتها، إلا أن جرحها ما زال مفتوحًا بفقدان فلذات كبدها وزوجها، قصة دلجا ليست مجرد جريمة قتل، بل مأساة إنسانية عن الحقد والانتقام، وضحية بريئة تحمل على عاتقها بقية عمرها بلا سند، سوى صبر يواجه قسوة الأيام.