هل تأخر الزواج لمن يرغب يعد ابتلاء من الله؟.. الإفتاء توضح

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الزواج من سنن الأنبياء، وسنة نبوية رغب فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ونهى عن الإعراض عنها، معتبرة أن تأخر الزواج لمن يرغب فيه ويبذل ما في وسعه لتحقيقه قد يكون ابتلاءً من الله عز وجل، يوجب الصبر والاحتساب.
هل تأخر الزواج لمن يرغب يعد ابتلاء من الله؟
وأوضحت الدار في بيان رسمي، أن الأصل في الزواج أنه مشروع لمن قدر عليه وتاقت نفسه إليه، لما فيه من إعفاف النفس، وغض البصر، وتحقيق السكينة والمودة، مشيرة إلى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج".
تأخر الزواج قد يكون عبادة وانتظار للفرج
وأضافت الإفتاء أن من كان قادرًا ماديًّا وبدنيًّا ونفسيًّا، يُستحب له النكاح، أما من لا يملك مؤن الزواج، ومع ذلك يسعى ويجتهد، فإن تأخر الزواج في هذه الحالة لا يخرجه عن كونه في عبادة وانتظار للفرج، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿ولْيستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله﴾.
وشددت الدار على أن تأخر الزواج لا يعني أن الله لا يريد الخير للعبد، بل قد يكون تأخيرًا لحكمة ورفعة في الدرجات، كما أن على المسلم ألا ييأس من رحمة الله، بل يجتهد في الدعاء، ويأخذ بالأسباب، ويحسن الظن بالله.
كما دعت الإفتاء إلى التيسير في أمور الزواج، والابتعاد عن المغالاة في التكاليف، مؤكدة أن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة، وأن التيسير سبيل لحياة أكثر استقرارًا وسكينة.
وفي ختام البيان، شددت دار الإفتاء المصرية على أن تأخر الزواج لا يُعد ذنبًا ولا تقصيرًا من العبد، بل هو ضمن أقدار الله التي يبتلي بها عباده لحِكَم يعلمها سبحانه، وعلى كل راغب في الزواج أن يواصل السعي، دون تعجل أو جزع، والله يرزق كل إنسان بقدره في الوقت الذي يشاء.
الزواج في الإسلام يتطلب النضج النفسي والقدرة المادية
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن حديث النبي ﷺ «من استطاع منكم الباءة فليتزوج» الوارد في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يُتلى في معظم عقود النكاح، وهو دعوة للشباب إلى الزواج عند توفر القدرة الشاملة على تحمّل أعبائه.
وأوضح الدكتور يسري جبر خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن «الباءة» لا تقتصر على القدرة المالية أو البدنية فقط، بل تشمل أيضًا النضج النفسي، والصبر، وحسن الخلق، والقدرة على رعاية الأسرة ماديًا ومعنويًا.
الزواج في الإسلام ليس مجرد إنفاق أو إشباع غريزة
وبيّن الدكتور يسري جبر أن الزواج في الإسلام ليس مجرد إنفاق أو إشباع غريزة، بل هو مسؤولية متكاملة تتطلب طول البال، وسخاء النفس، والحرص على إسعاد الشريك وحماية الأسرة من التفكك. وحذّر من أن غياب هذه الصفات قد يجعل الزواج سببًا في فساد الدين وخسارة الآخرة، سواء من جانب الرجل أو المرأة.
وأضاف “جبر” أن النبي ﷺ خصّ الشباب بالخطاب لأن دوافعهم الغريزية أقوى، والزواج يعينهم على غض البصر وحفظ الفرج، لكنه لا يخلق العفة من العدم؛ بل يجب أن يُربَّى الفرد على العفة وضبط النفس منذ الصغر، ليأتي الزواج مكمّلًا لهذه الأخلاق.
كما أشار إلى أن الغريزة بين الرجل والمرأة نعمة إلهية، جُعلت سببًا لاستمرار النسل وتعمير الأرض، لكن لا بد من ضبطها بضوابط الشرع حتى تكون رحمة لا نقمة. وأكد أن الفقهاء القدامى فسّروا «الباءة» بالقدرة على النفقة والسكن، إلا أن المعنى أوسع ليشمل الاستعداد النفسي والأخلاقي لإدارة حياة زوجية ممتدة.
وأكد على أن الزواج الناجح يتطلب همّة عالية وقدرة متوازنة على العطاء المادي والمعنوي، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج».