مولد النبي.. فضل شهر ربيع الأول وأحب الأعمل وما يستحب من الدعاء

استطلت دار الإفتاء المصرية، هلال شهر ربيع الأول أمس، حيث أعلنت الدار نتيجة الرؤية الشرعية لـ هلال شهر ربيع الأول عقب صلاة المغرب من خلال صفحتها الرسمية وثبوتها وعليه فإن اليوم الأحد أول أيامه، فاحرص على هذا الهدي النبوي ولا تغفله اليوم.
دعاء رؤية هلال ربيع الأول
من السنن المهجورة في هذا الزمان، فلا يحرص عليه إلا القليل، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إِذا رأى الهِلالَ قال: «اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ» رواه الترمذي.
كما يستحب عند رؤية هلال شهر ربيع الأول أو أي شهر آخر، أن نقول دعاء رؤية الهلال، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إِذا رأى الهِلالَ، قال: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، رَبُّنَا وَرَبُّكَ اللَّهُ» (سنن الدرامي).
دعاء شهر ربيع الأول
يُعَدُّ شهر ربيع الأول من الأشهر العظيمة التي تحظى بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، فهو الشهر الذي أشرقت فيه الدنيا بميلاد سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ويكثر المسلمون في هذا الشهر المبارك من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الدعاء والتضرع إلى الله تعالى رجاءً للبركة والرحمة والقبول. ويُطلَق على هذا الشهر شهر المحبة النبوية، حيث تعظم فيه المناسبات الروحية والابتهالات.
فضل الدعاء في شهر ربيع الأول
الدعاء عبادة عظيمة مشروعة في كل وقت، لكنه يكتسب في شهر ربيع الأول روحانية خاصة، إذ يقترن بذكرى مولد النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن تخصيص دعاء معين بفضل خاص في هذا الشهر لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا مانع من الدعاء بما شاء المسلم من خيري الدنيا والآخرة، مع الإكثار من الصلاة على الحبيب المصطفى، فهي من أعظم القربات.
دعاء شهر ربيع الأول
وأكدت دار الإفتاء المصرية أنه يستحب ترديد الدعاء في دخول شهر ربيع الأول لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذا رأى الهلال قال «اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ علَيْنَا بِالأَمْنِ والإِيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإِسْلامِ، رَبِّي ورَبُّكَ اللَّه، هِلالُ رُشْدٍ وخَيْرٍ» رواه الترمذي.
«اللهم ارزقني راحة البال وهدوء النفس وسكينة الروح وطمأنينة القلب يا رب وحدك تعلم ما في داخلي اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري».
«لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلى العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، وقراءة آية الكرسي اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ».
يمتاز شهر ربيع الأول بفضل كبير، فهو الشهر الذي شهد ميلاد النبي محمد ﷺ، مما جعله من الأشهر المباركة التي تُعرف باسم "ربيع الأنوار". يعتبر هذا الحدث من أعظم المناسبات في التاريخ الإسلامي، حيث أن ميلاد النبي ﷺ كان بداية لنزول رحمة الله وهدايته على البشرية جمعاء.
يشكل شهر ربيع الأول فرصة مميزة لتعزيز العبادات، مثل الصيام، الدعاء، والصدقات، وذلك تعبيرًا عن محبة الله عز وجل للنبي ﷺ وشكرًا على نعمة بعثته التي أنارت الدنيا. كما يمثل وقتًا مناسبًا للتفكر في سيرة النبي ﷺ، والتأمل في تعاليمه، مما يعمق الصلة بالله وبالمجتمع، ويسهم في إصلاح القلوب وتقوية الأمة الإسلامية.

أسباب فضل شهر ربيع الأول:
ميلاد النبي ﷺ: هو الحدث الأبرز، إذ ولد فيه رسول الله الذي جاء بنور الهداية والرحمة.
أهمية المناسبة: يحتفل المسلمون بمولد النبي ﷺ تعبيرًا عن الفرح والمحبة، وتجديدًا للعهد بالتمسك بتعاليم الله ورسوله.
البركات والمعاني: يمنح هذا الشهر بركات دينية ودنيوية، ويحفز على طلب الهداية وتجديد العزيمة لنشر الإسلام.
الأعمال المستحبة في ربيع الأول:
الصيام: يستحب صيام يوم الاثنين من كل أسبوع، وهو يوم مولد النبي ﷺ، شكراً لله على هذه النعمة.
الصدقات والإحسان: يشجع الشهر على زيادة الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين، تعبيرًا عن محبة النبي ﷺ وتعظيمه.
الصلاة على النبي ﷺ: تعد الصلاة عليه من أفضل العبادات التي تقرب العبد إلى الله وتعزز الصلة بالنبي.
نشر السنة ﷺ: من أهم وسائل إحياء ذكرى النبي ﷺ هي نشر سنته وتبليغها، والدفاع عنها من الشبهات.
مجالس الذكر: يُستحب إقامة مجالس الذكر والمحاضرات التي تتناول حياة النبي ﷺ وسيرته العطرة.
أهمية شهر ربيع الأول
كان ميلاد النبي ﷺ نقطة تحول كبرى في بناء الأمة الإسلامية، حيث أضاء الله بنوره قلوب الناس وأخرجهم من الظلمات إلى النور. كما شهد هذا الشهر الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، التي تعد أولى خطوات تأسيس الدولة الإسلامية، مما يضيف إلى مكانته التاريخية البارزة.
موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2025
يحصل العاملون بالقطاع العام على 3 أيام إجازة، عند إضافة عطلة نهاية الأسبوع الجمعة والسبت، إلى إجازة المولد النبوي الشريف 2025 يوم الخميس الموافق 4 سبتمبر المقبل، بحسب أجندة الإجازات الرسمية الصادرة عن رئاسة الجمهورية، بينما القطاع الخاص فيحصل على يومٍ واحد وهو يوم الخميس الموافق للذكرى.
أفضل الأعمال وأعظم القربات.. ما هو حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي؟
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: لقد كان المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه، وعبر القرآن الكريم عن وجود النبي ﷺ بأنه «رحمة للعالمين»؛ وهذه الرحمة لم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم ، وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان بل تمتد على امتداد التأريخ بأسره {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}.
وتابع: الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة سيدنا محمد ﷺ من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي ﷺ ومحبَّة النبي ﷺ أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه ﷺ قال: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده». [رواه مسلم]. وأنه ﷺ قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين». [رواه البخاري]
قال ابن رجب: «محبَّة النبي - ﷺ - من أصول الإيمان، وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها الله بها، وتوعد من قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} . ولما قال عمر للنبي - ﷺ -: أنت أحبُّ إليَّ من كلِّ شيء إلاَّ من نفسي فقال: «لا يا عمر، حتَّى أكون أحبَّ إليك من نفسك» فقال عمر: والله أنت الآن أحبُّ إليَّ من نفسي، قال: «الآن يا عمر». [رواه البخاري].
والاحتفال بمولده ﷺ هو الاحتفاء به، والاحتفاء به ﷺ أمر مقطوع بمشروعيته، لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه، فعرَّف الوجود بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحجته.

مظاهر الاحتفال المشروعة بالمولد النبوي
درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله ﷺ ، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل؛ بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد أطال ابن الحاج في [المدخل] في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلاما مفيدا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه المدخل في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي.
قال خاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي في كتابه «حسن المقصد في عمل المولد» بعد سؤال رفع إليه عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع، وهل هو محمود أو مذموم، وهل يثاب فاعله؟ قال: «والجواب عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي - ﷺ- وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه و ينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها، لما فيه من تعظيم قدر النبي - ﷺ- وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
وقد رد السيوطي على من قال: «لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة» بقوله: «نفي العلم لا يلزم منه نفي الوجود مبينا أن إمام الحفاظ أبا الفضل ابن حجر رحمه الله تعالى قد استخرج له أصلا من السنة، واستخرج له هو - يعني السيوطي- أصلا ثانيا موضحا أن البدعة المذمومة هي التي لا تدخل تحت دليل شرعي في مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة»
روى البيهقي عن الشافعي رضي الله تعالى عنه قال: «المحدثات من الأمور ضربان: أحدهما : أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني : ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد وهذه محدثة غير مذمومة. وقد قال عمر بن الخطاب في قيام شهر رمضان نعم البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي.