فرنسا تحسم قرارها: الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر دون شروط مسبقة
أكد مسؤولون فرنسيون أن باريس ستمضي قدماً في الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبرالمقبل، مشيرين إلى أن القرار نهائي وغير مرتبط بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقد صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشكل علني أن بلاده ستمنح الاعتراف بغض النظر عن التطورات العسكرية، وهو ما يُعد تحولًا دبلوماسيًا لافتًا في موقف أوروبا تجاه القضية الفلسطينية.
ماكرون: الدولة الفلسطينية مفتاح استقرار الشرق الأوسط
في أحدث التصريحات ، شدد ماكرون على أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لضمان أمن واستقرار المنطقة، قائلاً: "الأمر الضروري الآن هو إنهاء الحرب في غزة، وتقديم المساعدات للمدنيين، لكن يجب أيضًا أن يكون هناك حل دائم عبر قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة." مؤكداً، أن قيام دولة فلسطين لا يتعارض مع أمن إسرائيل، بل يشكل شرطًا ضروريًا لتحقيق السلام.
تحرك أوروبي واسع بدأ من باريس
كما أن الاعتراف الفرنسي ليس خطوة منفردة، بل يأتي ضمن مبادرة أوروبية دبلوماسية بدأت في 23 يوليو، عندما التقى ماكرون بالمستشار الألماني فريدريش ميرز لبحث أزمة غزة. في ذلك اللقاء، ألمح ماكرون إلى قراره بالاعتراف بدولة فلسطين، مشيرًا إلى ضغوط سياسية داخلية وخارجية متزايدة، خصوصًا بعد تداول صور المجاعة المتفاقمة في القطاع.
إعلان نيويورك
وفي أواخر يوليو، استضافت فرنسا والسعودية مؤتمرًا مشتركًا أسفر عن توقيع 17 دولة على "إعلان نيويورك"، الذي تضمّن استعدادًا جماعيًا للاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الأمم المتحدة. وتضمن الإعلان عدة مطالب، أبرزها:
- حل الدولتين كخيار لا بديل عنه
- نزع سلاح حماس
- نقل السلطة إلى السلطة الفلسطينية
- إدانة مذبحة 7 أكتوبر
مكافأة للإرهاب
كما تزايدت الضغوط على رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بعد نشر صور المجاعة في غزة، إذ حذّر إسرائيل من أن استمرارها في عرقلة المساعدات ورفضها لوقف إطلاق النار، سيدفع بريطانيا إلى الاعتراف بدولة فلسطين، على غرار فرنسا. كما رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التحرك البريطاني واعتبره "مكافأة للإرهاب"، مما زاد من حدة التوترات الدبلوماسية مع أوروبا.
رسالة مباشرة إلى محمود عباس
وقد بعث الرئيس ماكرون برسالة رسمية إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعد الاعلان، مؤكدًا التزام باريس بالتحرك نحو الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية كجزء من حل سياسي شامل ينهي الاحتلال ويضمن حقوق الفلسطينيين.
