دولة التلاوة.. الشيخ محمود الخشت يروي رحلته مع كتاب الله

حكى الشيخ محمود الخشت، قارئ القرآن الكريم، رحلته مع القرآن الكريم، مشيرًا إلى أن بدايته اختلفت عن كثير من الشباب المشاركين اليوم في مسابقات دولة التلاوة.
دولة التلاوة
وأوضح الخشت، لقناة الناس، اليوم السبت، أنه شارك في مسابقة ماليزيا الدولية عام 1996 وحصل على المركز الثاني، ثم لازم الشيخ محمود طنطاوي رئيس لجنة المصحف آنذاك، حيث كان يقرأ عليه بانتظام ويصحح له التلاوة، وهو الذي لفت نظره للتقدم إلى الإذاعة بعد أن ختم القرآن الكريم على يد الشيخ سعد أبو طالب رحمه الله.
وأكد أن تجربة الكتاتيب كان لها أثر عظيم في تكوينه العلمي والروحي، داعيًا إلى إحيائها من جديد لحماية الشباب من الضياع، وغرس حب القرآن وإتقان اللغة العربية في نفوسهم.
وتابع الخشت أنه تقدم لاختبارات الإذاعة وسط نخبة من كبار العلماء والمقرئين، وكان يقرأ سبع دقائق أولًا لاختبار الصوت، ثم عُرض على لجنة القرآن. وقد أخفق في أحد الأسئلة مما أدى إلى تأجيل اعتماده ستة أشهر، لكنه اجتهد وراجع القرآن حتى أجيز نهائيًا عام 1997.
وأشار إلى أن ما يقدمه اليوم من تدريب للشباب في مسابقات دولة التلاوة التي تنظمها وزارة الأوقاف هو صورة مصغرة من رحلته، حيث يلتقي كبار القراء بالمشتركين ويوجهونهم، ليخرج جيل جديد من القراء المتميزين.
يسري جبر: هذا جزاء من يتقن عمله
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن الإسلام دين ريادة وحضارة ومدنية، مشيرًا إلى أن قيمة العمل وإتقانه من أعظم القيم التي أكد عليها النبي ﷺ والأنبياء من قبله.
وأوضح جبر، خلال حلقة برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت، أن نبي الله داوود عليه السلام، مع كونه نبيًا وملكًا، كان يأكل من عمل يده، حيث كان يصنع الدروع من الحديد ويبيعها، ثم يتصدق بتسعين في المئة من دخله على الفقراء والمساكين، وينفق العشرة في المئة على بيته وأولاده، مؤكدًا أن هذا نموذج عظيم للجد والاجتهاد والإخلاص.
وأكد أن على المسلم أن يرضى بالمهنة التي أقامه الله فيها وأن يتقنها، سواء كانت زراعة أو صناعة أو تجارة أو دراسة، فكلها وسائل لعبادة الله وعمارة الأرض، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: "ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود كان يأكل من عمل يده".
وأضاف أن التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة، والمؤذن الذي يحسن عمله يُبعث أطول الناس أعناقًا يوم القيامة، مبينًا أن إتقان العمل هو الطريق إلى محبة الإنسان لمهنته، وأن الفشل في الإتقان هو ما يولد الكراهية والملل.