ألمانيا تزعم أن الاعتراف بدولة فلسطين سيقوض جهود حل الدولتين

أعلن متحدث باسم الحكومة الألمانية، اليوم الجمعة، أن برلين لا تعتزم في الوقت الحالي الاعتراف بدولة فلسطين، زاعمًا أن مثل هذه الخطوة قد تقوّض الجهود الرامية للتوصل إلى حل الدولتين عبر التفاوض مع إسرائيل.
وقال المتحدث، خلال مؤتمر صحفي، إن الحل التفاوضي القائم على دولتين لا يزال هدفاً أساسياً للحكومة الألمانية، رغم أنه يبدو بعيد المنال حالياً. وأوضح أن الاعتراف بدولة فلسطين ينبغي أن يكون في نهاية هذه العملية، وليس في بدايتها، معتبراً أن اتخاذ مثل هذا القرار الآن "غير بنّاء".
دعوات داخلية في ألمانيا للاعتراف بفلسطين
وجاء تصريح الحكومة الألمانية رغم دعوات داخلية متزايدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، كان أبرزها من الدبلوماسي الألماني السابق كريستوف هويسجن، الرئيس السابق لمؤتمر ميونيخ الدولي للأمن.
وفي مقال نشرته صحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية، اعتبر هويسغن أن اعتراف ألمانيا بدولة فلسطين سيكون بمثابة "لفتة قوية على المستوى الدولي"، مشيراً إلى أن ألمانيا تُعدّ صديقاً مخلصاً لإسرائيل، وهو ما يمنح هذه الخطوة وزناً كبيراً.
وأضاف هويسغن، الذي شغل لسنوات منصب المستشار السياسي للمستشارة السابقة أنغيلا ميركل، أن الاعتراف لن يغيّر الوضع على المدى القصير، لكنه سيكون "إشارة تضامن قوية مع الشعب الفلسطيني"، خاصة إذا انضمت ألمانيا إلى غالبية الدول التي اتخذت هذه الخطوة بالفعل.
خطوات من دول غربية للاعتراف بدولة فلسطين
وتأتي هذه التطورات في وقت تعتزم فيه دول عدة من بينها فرنسا وكندا وأستراليا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية خلال شهر سبتمبر المقبل، بحسب تقارير دبلوماسية.
ومع ذلك، كررت الحكومة الألمانية تأكيد موقفها الرافض للاعتراف الفوري. وفي تصريحات سابقة، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان كورنيليوس، في نهاية يوليو الماضي إن الاعتراف بدولة فلسطين يُعد "من الخطوات الأخيرة" على طريق التوصل إلى حل الدولتين، وليس من خطواته الأولى.
تحذيرات من "الفصل العنصري"
وفي مقاله، عبّر هويسغن عن قلقه من أن إسرائيل تسير نحو التحول إلى "دولة فصل عنصري"، في ظل سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرفض قيام دولة فلسطينية ويدعم، بحسب قوله، عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وفي السياق نفسه، كانت دول كبرى مثل فرنسا وأستراليا وبريطانيا قد أعربت في الآونة الأخيرة عن استعدادها للاعتراف بدولة فلسطينية ضمن شروط محددة، في محاولة لدفع العملية السلمية إلى الأمام.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستترأس بالشراكة مع السعودية مؤتمرًا دوليًا في نيويورك الشهر المقبل، يهدف إلى تحقيق مسار ملزم يدفع باتجاه الاعتراف بدولة فلسطينية ويُعزز فرص تحقيق سلام إقليمي شامل.
وكانت الأمم المتحدة قد استضافت في يونيو الماضي مؤتمر "تحالف حل الدولتين"، الذي ترأسته كل من السعودية وفرنسا، واختُتم باعتماد وثيقة ختامية من قبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أكدت على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وعلى حدود عام 1967.