عاجل

نتنياهو يهاجم الأمم المتحدة: لا جوعى في غزة إلا الرهائن الإسرائيليين

نتـياهو
نتـياهو

علق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، على بيان منظمة الأمم المتحدة  بشأن تفشي المجاعة في قطاع غزة، واصفًا إياه بـ"الكذبة المطلقة"، ونافياً بشكل قاطع أن تكون إسرائيل تنتهج سياسة تجويع بحق سكان القطاع.

وزعم بنيامين نتنياهو، في تصريحات صحفية: "تقرير تصنيف المجاعة هو افتراء. لا ننتهج سياسة تجويع في غزة، والتاريخ سيحكم على من يروّج لهذه الأكاذيب".

وأضاف: "سياسة إسرائيل الرسمية هي تجنّب حدوث مجاعة في غزة. الجوعى الوحيدون هناك هم الأسرى الإسرائيليون المحتجزون لدى حماس".

جيش الاحتلال يهاجم الأمم المتحدة بشأن المجاعة في غزة

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومًا حادًا على تقرير مركز التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي يُتوقع أن يقدم إلى مجلس الأمن الدولي ويمهد لإعلان "وباء جوع" في مدينة غزة، واصفًا التقرير بأنه غير دقيق ومضلل ويعتمد على مصادر غير موثوقة، حسبما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت

وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي إن التقرير “استند إلى بيانات جزئية صادرة عن حركة حماس”، وقدم معطيات متضاربة، واحتوى على ثغرات منهجية كبيرة، كما تم تعديل المعايير وخفضها بشكل متعمد لتقديم صورة مشوهة عن الواقع.

وفي السياق ذاته، أصدر منسق أعمال حكومة الكيان الصهيوني في المناطق (CGAT)، اليوم الجمعة، بيانًا رسميًا ردّ فيه بشدة على التقرير الأممي، معتبرًا إياه "كاذبًا ومتحيزًا"، ومؤكدًا أنه "لا يعكس الواقع الفعلي في الميدان".

وجاء في البيان: "التقرير صُمم خصيصًا لتقديم صورة زائفة، ويعتمد على معطيات غير موضوعية، ولا يُراعي الوقائع اللوجستية والجهود الإنسانية المبذولة من قبل إسرائيل لضمان وصول المساعدات إلى السكان المدنيين".

الأمم المتحدة يعلن رسميا تفشي المجاعة في غزة

وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، رسميًا تفشي المجاعة في قطاع غزة، في أول إعلان من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما أفاد التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، وهو المرجع العالمي الأساسي لرصد مستويات الجوع وسوء التغذية.

وأوضح التصنيف أن أكثر من 500 ألف شخص في غزة يعانون من ظروف كارثية تندرج ضمن المرحلة الخامسة والأعلى في سلم التصنيف، وهي مرحلة المجاعة، والتي تشمل الجوع الحاد، والوفاة، وسوء التغذية الحاد ونقص سبل البقاء الأساسية.

ووفقًا للتقرير، فإن 1.07 مليون شخص إضافي، أي ما يعادل نحو 54% من سكان القطاع، يمرون بمرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الرابعة)، بينما 396 ألف شخص، أي حوالي 20% من السكان، يصنّفون ضمن المرحلة الثالثة، ما يشير إلى انعدام الأمن الغذائي المتفاقم.

ما هو التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي؟

التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هو مبادرة دولية تضم وكالات من الأمم المتحدة وشركاء إنسانيين ومنظمات إغاثة إقليمية، ويُستخدم لتقييم مستويات انعدام الأمن الغذائي حول العالم. 

وينقسم التصنيف إلى خمس مراحل، تبدأ بـ "المرحلة الأولى: الحد الأدنى" وتنتهي بـ "المرحلة الخامسة: المجاعة"، التي تُعد مؤشرًا على انهيار كامل في الأمن الغذائي، بما يشمل الجوع الشديد والوفاة.

تفاقم متوقع خلال الأسابيع المقبلة

وتوقع التقرير أن تتدهور الأوضاع بشكل أكبر خلال الفترة من منتصف أغسطس وحتى نهاية سبتمبر 2025، لتشمل مدنًا إضافية مثل دير البلح وخان يونس، حيث يُتوقع أن يعيش نحو 641 ألف شخص في ظروف كارثية تندرج ضمن المرحلة الخامسة.

كما أشار التقرير إلى أن سوء التغذية الحاد بين السكان، خصوصًا الأطفال، سيتفاقم بسرعة نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية، ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.

العمليات العسكرية في غزة سبب المجاعة

قالت وكالات الأمم المتحدة إن تصاعد العمليات العسكرية، وتكرار موجات النزوح، وتشديد القيود على الوصول الإنساني، كلها عوامل ساهمت بشكل مباشر في دفع قطاع غزة نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وأضافت أن الغالبية الساحقة من السكان لم تعد قادرة على الوصول إلى الغذاء، والمياه النظيفة، والخدمات الصحية الأساسية، بسبب الحصار والدمار الواسع للبنية التحتية.

نداء عاجل لوقف المجاعة في غزة

وشددت الأمم المتحدة في ختام تقريرها على ضرورة وقف المجاعة بكل الوسائل الممكنة، مؤكدة أن وقف إطلاق النار هو الشرط الأول والأهم للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وواسع النطاق ودون عوائق، من أجل إنقاذ الأرواح ومنع حدوث وفيات إضافية.

تم نسخ الرابط