عبد المهدي مطاوع يكشف أبعاد الموقف الأمريكي من مفاوضات غزة|فيديو

كشف الدكتور عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، أبعاد الموقف الأمريكي من مفاوضات قطاع غزة، موضحًا مدى جدية واشنطن في التهدئة، خلال لقاءه ببرنامج "90 دقيقة" على قناة المحور الفضائية.
نقل السفارة والاعتراف بالجولان
وأشار عبد المهدي مطاوع إلى أن هناك قراءة خاطئة سادت منذ البداية بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حيث اعتُبرت كلمات ترامب مجرد إشارات عامة، بينما الحقيقة تشير إلى توافق كامل بينه وبين اليمين الإسرائيلي، لا سيما فيما يتعلق بالقدس ونقل السفارة والاعتراف بالجولان.
وأوضح عبد المهدي مطاوع أن الورقة المصرية-القطرية، برعاية أمريكية، كانت محل توافق شكلي لكنها لم تلقَ قبولًا نهائيًا من الجانب الإسرائيلي، الذي رفض أي صفقة جزئية وأصر على صفقة شاملة تتضمن تحقيق أهدافه الاستراتيجية في غزة، بما في ذلك السيطرة العسكرية على المدينة والقضاء على قوة حماس بشكل كامل.
أهداف استراتيجية إسرائيلية
أوضح عبد المهدي مطاوع أن الهدف الأساسي لإسرائيل من أي تسوية هو مشروعها الاستراتيجي الذي يشمل ثلاثة محاور رئيسية: الإجلاء، الاستيطان، والإحلال الديموغرافي. وأكد أن هدم قطاع غزة والمناطق المحيطة جزء من خطة تهجير ناعم، يتيح إعادة تشكيل السكان الفلسطينيين على مدى سنوات طويلة، مع إبقاء السيطرة الاقتصادية والجغرافية لليهود في المنطقة.
وأشار عبد المهدي مطاوع إلى أن المشروع الاقتصادي لغزة، الذي حمل أسماء مختلفة مثل "ريفيرا" و"أرض حرة"، يعد جزءًا أساسيًا من هذا المخطط، بتحويل غزة إلى ميناء تجاري استراتيجي بين البحر المتوسط والبحر الأحمر.
التهجير والإعمار: خطة طويلة الأمد
وأضاف عبد المهدي مطاوع أن الجانب الأمريكي يدعم هذا المشروع ضمن استراتيجية أوسع، حيث لا توجد أي ضغوط على إسرائيل للقبول بالصفقات الجزئية، مشيرًا إلى أن أي تفاوض مستقبلي سيتم وفق شروط تلبي المطالب الأمريكية والإسرائيلية، بما في ذلك السيطرة العسكرية وإنهاء القدرات المسلحة لحركة حماس.
أوضح عبد المهدي مطاوع أن هدف إسرائيل من تهجير الفلسطينيين ليس عسكريًا فحسب، بل ديموغرافيًا واقتصاديًا أيضًا، حيث يتيح هدم قطاع غزة وتدمير بنيتها التحتية خلق فرص للتهجير القسري أو "الناعم" على مدى سنوات طويلة، مؤكدًا أن الإعمار سيكون عملية طويلة تمتد لعشر سنوات، ما يتيح السيطرة الكاملة على السكان الباقين، وفرض نموذج ديموغرافي جديد يخدم المشروع الصهيوني.
الرد الأمريكي الرسمي
وأشار عبد المهدي مطاوع إلى أن المناطق الشمالية من غزة ومدينة رفح تعتبر جزءًا من خطة الاستيطان، مع تحويل أجزاء من القطاع إلى مناطق خالية تقريبًا من السكان الفلسطينيين، لصالح إقامة مشاريع اقتصادية وتجارية إسرائيلية، فيما تترك البقية ضمن مناطق محدودة تحت إشراف الاحتلال.
أكد عبد المهدي مطاوع أن موقف الولايات المتحدة كان واضحًا من البداية، حيث اكتفت بالمتابعة دون أي ضغط على إسرائيل، مشيرًا إلى أن تصريحات مسؤولين أمريكيين بأنهم لا يهدفون إلى تهجير الفلسطينيين، لا تعكس الواقع الميداني، إذ أن السياسة الأمريكية تتماشى مع استراتيجية الاحتلال لتحقيق أهدافه طويلة الأمد، سواء من خلال السيطرة الاقتصادية أو التهجير الديموغرافي.
الرؤية الفلسطينية: تحديات مستمرة
وأشار عبد المهدي مطاوع إلى أن استمرار المفاوضات مرتبط بالقدرة الإسرائيلية على فرض شروطها، سواء بالاتفاق مع حماس أو من خلال الحسم العسكري، مؤكدًا أن أي هدنة جزئية لن تحقق الأهداف المطلوبة إلا ضمن صفقة شاملة تشمل السيطرة الكاملة على غزة، وإزالة أي تهديد محتمل من الأسلحة الفلسطينية.
أكد عبد المهدي مطاوع أن الفلسطينيين يواجهون تحديات كبيرة في ظل هذا المشهد، مشيرًا إلى أن أي تفاوض يجب أن يأخذ في الاعتبار عدم المساواة في القوة بين إسرائيل وغزة، وعدم وجود تكافؤ في القدرات العسكرية والإعلامية.

القوة بين إسرائيل وغزة
وأضاف عبد المهدي مطاوع أن السيطرة الإعلامية الإسرائيلية على المنطقة أضعفت الموقف الفلسطيني، ما يجعل من الصعب تحقيق أي تقدم دون دعم دولي فاعل، يتجاوز التصريحات والشعارات إلى خطوات ملموسة على الأرض.
واختتم عبد المهدي مطاوع حديثه بالقول إن الحل السياسي الحقيقي يحتاج إلى موقف دولي متوازن يضمن حقوق الفلسطينيين ويوقف المشروع الإسرائيلي الهادف إلى التهجير والإحلال، مؤكدًا أن أي اتفاق جزئي في الوقت الحالي لن يكون إلا خطوة تكتيكية ضمن استراتيجية أوسع لتحقيق أهداف الاحتلال.