عاجل

عبد المهدي مطاوع: العمليات العسكرية الإسرائيلية تهدف لفرض واقع سياسي جديد

غزة
غزة

أكد عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني أن إسرائيل لا تُبدي أي استعداد حقيقي للتعاطي مع مقترحات وقف إطلاق النار المطروحة حاليًا، بل تسعى إلى إعادة صياغة المشهد وفق شروط جديدة مختلفة عما كان معروضًا منذ شهر مارس الماضي. 

مقترحات وقف إطلاق النار

وأوضح عبد المهدي مطاوع أن تل أبيب تتحرك في مسارين متوازيين؛ أولهما الاستمرار في تنفيذ عمليات عسكرية تدريجية داخل قطاع غزة، بهدف زيادة الضغط على الفصائل الفلسطينية واستنزاف قدراتها، بينما المسار الآخر يتمثل في الدخول بمفاوضات لاحقة ولكن وفق أجندة وشروط مغايرة تضمن لإسرائيل تحقيق مكاسب سياسية وأمنية.

وأشار عبد المهدي مطاوع، خلال مداخلة هاتفية في برنامج اليوم المذاع على فضائية DMC، إلى أن هذه الاستراتيجية تعكس سياسة إسرائيلية تقليدية تقوم على المماطلة وكسب الوقت، مع استخدام الضغط العسكري كأداة لتحسين شروط التفاوض مستقبلًا.

شروط نتنياهو لإنهاء الحرب

وكشف عبد المهدي مطاوع عن أبرز الشروط التي وضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة، وهي شروط وصفها بأنها شبه مستحيلة التنفيذ، وتتضمن تلك المطالب: نزع سلاح المقاومة الفلسطينية بالكامل، إقصاء حركتي "حماس" والسلطة الفلسطينية عن الحكم، استقدام قوات دولية لإدارة القطاع، وفرض سيطرة أمنية إسرائيلية مباشرة.

وبيّن عبد المهدي مطاوع أن نتنياهو يدرك أن هذه الشروط يصعب تحقيقها جميعًا في الوقت الراهن، لكنه يراهن على انتزاع الجزء الأكبر منها بدعم أمريكي مباشر، خصوصًا أن واشنطن لا تزال توفر لإسرائيل غطاءً سياسيًا ودبلوماسيًا على الساحة الدولية، فضًلا عن أن تل أبيب تحاول من خلال ذلك تحقيق معادلة جديدة تُعيد تشكيل الواقع السياسي في غزة بما يخدم أهدافها الاستراتيجية.

مفارقة الموقف الإسرائيلي

ولفت عبد المهدي مطاوع إلى مفارقة لافتة، إذ إن المقترح الحالي الذي يجري الحديث عنه سبق أن وافقت عليه إسرائيل في مارس الماضي ورفضته حركة حماس في حينه، بينما الآن وافقت حماس على المقترح ولم يصدر عن إسرائيل أي رد رسمي رغم مرور يومين على إعلان موقف الحركة.

واعتبر عبد المهدي مطاوع أن هذا الصمت الإسرائيلي يعكس تغيرًا في موازين القوى، حيث يسعى نتنياهو إلى استغلال اللحظة الراهنة لتحقيق إنجاز تاريخي يعزز موقعه السياسي الداخلي. وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يضع نصب عينيه مصالحه الحزبية والشخصية حتى لو جاء ذلك على حساب حياة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

إنجاز على حساب الرهائن

وأضاف عبد المهدي مطاوع أن نتنياهو يحاول أن يظهر أمام الداخل الإسرائيلي وكأنه القائد الذي استطاع إعادة صياغة الواقع الفلسطيني بما يخدم الأمن الإسرائيلي طويل المدى. إلا أن ذلك يتم على حساب استمرار معاناة المدنيين الفلسطينيين من جهة، وتعريض حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر من جهة أخرى، وهو ما يكشف ازدواجية المعايير في إدارة الملف.

وأشار عبد المهدي مطاوع إلى أن الرأي العام الإسرائيلي بدأ يتململ من استمرار الأزمة، لكن نتنياهو يراهن على أن الدعم الأمريكي سيمنحه فرصة لتمديد أمد المفاوضات واستثمار العمليات العسكرية لفرض أمر واقع جديد.

الآليات للضغط على إسرائيل

وحول الآليات الممكنة لإجبار إسرائيل على الدخول في هدنة جدية، شدد عبد المهدي مطاوع على ضرورة استثمار الإجماع الدولي المتنامي وبيان نيويورك الأخير، الذي أشار إلى أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة. ولفت إلى أن هذا الموقف الدولي يمثل فرصة مهمة يجب استغلالها لتعزيز الدعم للقضية الفلسطينية.

وأوضح عبد المهدي مطاوع أن المطلوب من حماس في هذه المرحلة هو تقديم تعهد واضح بشأن ملف "اليوم التالي"، بما يشمل ترتيبات ما بعد الحرب في غزة، إضافة إلى تسليم قضية الرهائن إلى مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية. هذا النهج، بحسب مطاوع، سيُعزز الثقة الدولية ويمنح الفلسطينيين دعمًا أوسع في مواجهة الانحياز الأمريكي المستمر لصالح إسرائيل.

<strong>عبد المهدي مطاوع</strong>
عبد المهدي مطاوع

توازن للقضية الفلسطينية

وفي ختام تحليله، شدد عبد المهدي مطاوع على أن مواجهة الاستراتيجية الإسرائيلية تتطلب بناء موقف فلسطيني موحد مدعوم دوليًا، مع استثمار التعاطف العالمي المتزايد مع الشعب الفلسطيني. 

وشدد عبد المهدي مطاوع على أن توازن الدعم الدولي قد يكون الأداة الوحيدة القادرة على كبح جماح نتنياهو وإجبار إسرائيل على الالتزام بأي اتفاق مستقبلي لوقف إطلاق النار، بما يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة ويحافظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

تم نسخ الرابط