عاجل

ريم بسيوني: رواية "الغواص" تكشف التجربة الإنسانية العميقة للإمام الغزالي|فيديو

 الكاتبة ريم بسيوني
الكاتبة ريم بسيوني

أكدت الكاتبة ريم بسيوني، الروائية وأستاذة اللغويات بالجامعة الأمريكية، أن رواية "الغواص" تسلط الضوء على التجربة الإنسانية للإمام أبو حامد الغزالي، والمحنة التي مر بها خلال مسيرته الفكرية والروحية. 

استعراض التجربة الإنسانية 

وقالت ريم بسيوني خلال لقاءها ببرنامج "نظرة" على فضائية صدى البلد، تقديم الإعلامي حمدي رزق، إن الرواية تهدف إلى تعريف القارئ بالتحديات التي واجهها الغزالي، وكيفية استثماره لهذه المحن لتطوير الفكر الروحي والفلسفي، مما يجعل القارئ قريبًا من تجربته الإنسانية والفكرية.

وأضافت ريم بسيوني أن الإمام الغزالي يعد معلمًا للفكر الإسلامي، وأن علماء الغرب يصفونه بأنه من أعظم المفكرين المسلمين على مر العصور. وأشارت إلى أن الغزالي يتميز بتنوع كبير في كتاباته، حيث جمع بين الفلسفة، الفقه، التصوف، وعلم الكلام، مما يجعل دراسة أعماله أمرًا ضروريًا لفهم الفكر الإسلامي الكلاسيكي، فضًلا عن أن التركيز على الغزالي يساعد على استيعاب كيفية تفاعل الإنسان مع الأزمات الفكرية والروحية، وكيف يمكنه أن يتجاوز تحديات الحياة بأسلوب عقلاني وروحي في آن واحد.

الغزالي وتجربته الفريدة 

وتابعت الكاتبة ريم بسيوني أن الإمام الغزالي كان يتمتع بنظرة فريدة ومميزة لكل ما يواجه الإنسان من تحديات وأزمات، مبينه أن هذه القدرة على التأمل العميق والتحليل العقلي للأحداث كانت أحد أسباب شهرته كأول من أسس التصوف العقلي، حيث لم يقتصر دوره على الجانب الروحي فقط، بل دمج بين العقل والتجربة الروحية، مما جعله نموذجًا فريدًا في التاريخ الإسلامي.

وأوضحت ريم بسيوني أن التصوف العقلي الذي أسسه الغزالي يعتمد على فهم النفس البشرية والعقل الإنساني، وتحليل التحديات التي تواجه الإنسان بطريقة علمية وروحية في الوقت ذاته، مردفًا أن هذا التصوف لا يقتصر على النظرية، بل يترجم إلى حياة عملية يستطيع من خلالها الإنسان مواجهة أزماته الداخلية والخارجية بطريقة متزنة وهادفة، وهو ما جعله محل دراسة العلماء والباحثين في الشرق والغرب.

"الغواص" نافذة لفهم الغزالي 

وأكدت ريم بسيوني أن رواية "الغواص" ليست مجرد سرد تاريخي، بل هي نافذة لفهم شخصية الغزالي الإنسانية والفكرية، حيث تتيح للقارئ معرفة الصعوبات التي واجهها وكيفية التعامل معها، مضيفه أن الرواية تجسد رحلة الغزالي من مرحلة الشك والتساؤل إلى مرحلة اليقين والفهم العميق للعالم والوجود، ما يجعلها مرجعًا مهمًا لفهم التجربة الفكرية والروحية للغزالي.

وأشارت ريم بسيوني إلى أن مكانة الغزالي تتجاوز العالم الإسلامي، حيث اعتبره الغرب أحد أبرز المفكرين المسلمين الذين أثروا في الفكر العالمي، مطرقًا إلى أن دراسة الغزالي اليوم مهمة لفهم كيفية دمج العقل بالروح في مواجهة تحديات العصر، وكيفية استخدام التجربة الإنسانية والفكرية لتقديم حلول متوازنة للأزمات المختلفة التي تواجه الإنسان.

أهمية دراسة الغزالي 

وقالت ريم بسيوني إن التركيز على أعمال الغزالي ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى، نظرًا لتنوع كتاباته التي تشمل الفلسفة، الفقه، علم الكلام، والتصوف، موضحة أن فهم هذه الأعمال يساعد على تطوير فكر الإنسان المعاصر، ويمنحه أدوات لتحليل المشكلات الحياتية والفكرية بروح عقلانية وواعية، مع الحفاظ على الأبعاد الروحية للإنسان.

واختتمت الكاتبة ريم بسيوني حديثها مؤكدة أن إرث الغزالي يمثل علامة بارزة في الفكر الإسلامي، وأن رواية "الغواص" تقدم فرصة للقراء لاستكشاف هذه التجربة العميقة، ذكرة أن دراسة الغزالي لا تقتصر على الجوانب الأكاديمية فقط، بل تشمل أيضًا تطوير وعي الإنسان بنفسه، ومعرفة كيف يمكن أن يكون القلب والعقل متوازنًا لمواجهة تحديات الحياة.

تم نسخ الرابط