عاجل

عقيلة دبيشي: فرنسا ترى مصر الوسيط الأقوى لحل أزمة غزة |فيديو

الدكتورة عقيلة دبيشي
الدكتورة عقيلة دبيشي

تؤكد التحليلات السياسية أنّ الدور المصري في إدارة الملف الفلسطيني- الإسرائيلي، ولا سيما في قطاع غزة، بات يحظى باهتمام دولي متزايد، خصوصاً من جانب باريس التي ترى في القاهرة شريكاً لا غنى عنه لضمان استقرار المنطقة، هذا ما كشفته الدكتورة عقيلة دبيشي، خبيرة العلاقات الدولية ومديرة المركز الفرنسي للدراسات.

مصر في قلب الوساطة الإقليمية

أشارت عقيلة دبيشي، خلال تصريحاتها الإعلامية الأخيرة على قناة أزهري، إلى أنّ فرنسا تنظر لمصر باعتبارها الوسيط الأكثر تأثيراً والفاعل الأهم في إدارة الأزمة، خاصة بعد اندلاع الحرب الأخيرة في غزة، فالقاهرة تمتلك خبرة تاريخية في التفاوض مع الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، إلى جانب إشرافها المباشر على معبر رفح الذي يمثل شرياناً أساسياً لقطاع غزة، ما يمنحها وزناً جغرافياً وسياسياً يجعلها الأقرب لفهم تفاصيل الصراع وإدارة تداعياته.

كما أوضحت عقيلة دبيشي أنّ هذا الموقع المتميز يمنح مصر قدرة على صياغة المبادرات السياسية التي تُقرأ على أنها الأكثر واقعية وقابلية للتنفيذ، وهو ما يجعلها محل ثقة الأطراف الإقليمية والدولية على حد سواء.

المبادرة المصرية وتفادي الفوضى

تطرقت عقيلة دبيشي إلى المبادرة المصرية الأخيرة التي تقترح تدريب نحو 5 آلاف عنصر فلسطيني لتولي إدارة القطاع تحت إشراف دولي، معتبرة أنّ هذا الطرح يفتح الباب أمام مرحلة جديدة تهدف إلى تفادي عودة الفوضى وسد الفراغ السياسي في غزة.

وأضافت عقيلة دبيشي أنّ هذا التحرك يعزز صورة القاهرة كـ"منسق إقليمي" يسعى لحماية الاستقرار، ويمثل في الوقت ذاته مدخلاً لإشراك الأطراف الأوروبية في دعم جهود التسوية من دون الانجرار إلى مواجهات مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.

فرنسا وشراكة استراتيجية مع القاهرة

أكدت عقيلة دبيشي أن باريس غالباً ما تدعم المبادرات المصرية، لما توفره لها من مساحة للتأثير غير المباشر عبر الاتحاد الأوروبي، بعيداً عن الصدامات السياسية المباشرة، ففرنسا تدرك أنّ القاهرة قادرة على جمع الأطراف المتناقضة على طاولة المفاوضات، وهو ما يجعلها شريكاً لا يمكن تجاوزه.

وشددت عقيلة دبيشي على أن نجاح الدور المصري في غزة جزء من نجاح السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، إذ يتيح لها الحفاظ على حضور سياسي قوي من خلال التعاون مع القاهرة، وفي الوقت نفسه يبعدها عن التورط في أي تدخل عسكري ميداني لا ترغب به منذ سنوات طويلة.

توازن المصالح الإقليمية والدولية

ترى عقيلة دبيشي أن الشراكة مع مصر تمنحها فرصة للمشاركة في رسم ملامح التسوية المقبلة في المنطقة، من خلال صياغة دور أوروبي داعم يوازن بين النفوذ الأمريكي والضغط الإسرائيلي، مبينه أن هذا التوازن لا يتحقق إلا عبر القاهرة التي تحظى بقبول فلسطيني وإسرائيلي ودولي، ما يجعلها "الحلقة الذهبية" لأي مسار تفاوضي مستقبلي.

كما أوضحت عقيلة دبيشي أن اعتماد باريس على مصر يعكس إدراكها بأن القضية الفلسطينية لم تعد مجرد ملف إقليمي، بل باتت قضية ترتبط بالأمن الدولي ومصالح القوى الكبرى، الأمر الذي يعزز من أهمية القاهرة كضامن أساسي لمسار التهدئة.

<strong>قناة أزهري </strong>
قناة أزهري 

مستقبل الدور المصري في غزة

خلصت عقيلة دبيشي إلى أن فرنسا ستواصل مساندة التحركات المصرية في الملف الفلسطيني – الإسرائيلي، سواء عبر الدعم السياسي داخل الاتحاد الأوروبي أو من خلال توفير غطاء دولي لمبادرات القاهرة، ولفت إلى أن نجاح هذه الجهود سيمنح مصر موقعاً متقدماً كـ"حارس الاستقرار" في الشرق الأوسط، بينما يعزز مكانة فرنسا كطرف أوروبي قادر على التأثير في مسار الأحداث من دون الانخراط المباشر في النزاعات.

وبذلك، يظهر أن القاهرة أصبحت حجر الزاوية في معادلة غزة، بينما تراهن باريس على استمرار هذا الدور لضمان استقرار المنطقة وتحقيق مصالحها الاستراتيجية عبر شراكة متوازنة مع مصر.

تم نسخ الرابط