فريدي البياضي: تطوير التعليم ضرورة.. والثانوية العامة ليست حقل تجارب للطلاب

أثار ملف تطوير التعليم في مصر جدلاً واسعاً داخل الأوساط البرلمانية والإعلامية، حيث أكد النائب فريدي البياضي، عضو مجلس النواب، أن جميع الأطراف تتفق على أهمية الإصلاح التعليمي، إلا أن نظام الثانوية العامة الحالي لا يعد الأفضل، ويحتاج إلى إعادة تقييم وتطوير جذري.

جاءت تصريحات فريدي البياضي، خلال حواره على قناة النهار، والذي تقدمه الإعلامية نيفين منصور، حيث أوضح أن مصلحة الطالب يجب أن تكون هي الأساس في أي تعديل أو تغيير يطرأ على النظام التعليمي.

الطلاب ليسوا حقل تجارب

وشدد على أن طلاب الثانوية العامة ليسوا حقل تجارب لتطبيق نظم تعليمية غير مدروسة، لافتاً إلى أن التعليم يمثل العمود الفقري لأي نهضة مجتمعية.

وأكد "البياضي" أن قانون التعليم الجديد يتضمن بالفعل نقاطاً جيدة، إلا أن هناك العديد من السلبيات التي لا يمكن تجاهلها، وعلى رأسها ما يتعلق بمستقبل الثانوية العامة، موضحاً أن المقارنة بين نظام البكالوريا الجديد والنظام القديم لا تزال غير واضحة، ولا يمكن الجزم بأيهما أفضل للطلاب.

مخاوف من تطبيق عشوائي

أوضح أن الطالب المقبل على الثانوية العامة سيكون أمام خيارين: إما اختيار النظام القديم أو النظام الجديد، إلا أن هذه الخطوة تثير مخاوف كبيرة لعدة أسباب، أبرزها عدم جاهزية المدارس من الناحية اللوجستية والتقنية، فضلاً عن عدم استعداد المعلمين لتطبيق المناهج الجديدة.

وأضاف فريدي البياضي أن العجز في أعداد المدرسين يمثل عقبة جوهرية، إذ لا يمكن لأي مؤسسة تعليمية أن تدير نظامين مختلفين للثانوية العامة في وقت واحد دون كادر بشري مؤهل وكافٍ.

العجز في أعداد المعلمين

وأشار "البياضي" إلى أن أزمة نقص المعلمين باتت قضية مزمنة في المدارس المصرية، وهو ما يعيق أي محاولات جادة للتطوير. فالتعليم يحتاج إلى معلم كفء ومدرب بشكل جيد، وليس مجرد مناهج جديدة يتم فرضها على طلاب غير مهيئين.

وطالب بضرورة العمل على سد العجز في الكوادر التدريسية أولاً، عبر التعيينات الجديدة وبرامج التدريب المكثف، قبل التفكير في إدخال نظم بديلة كالبكالوريا أو غيرها.

مصلحة الطالب فوق كل اعتبار

وخلال حديثه، شدد فريدي البياضي على أن الأولوية القصوى يجب أن تكون لمصلحة الطالب، مشيراً إلى أن أي تغيير جذري في التعليم لا بد أن يسبقه إعداد جيد للبنية التحتية، وتدريب المعلمين، وتوفير الموارد اللازمة.

وأكد فريدي البياضي أن البرلمان والحكومة مطالبان بالتعاون لإيجاد حلول عملية لأزمة التعليم، بعيداً عن التجارب غير المكتملة التي تزيد من معاناة الطلاب وأولياء الأمور.

نحو رؤية إصلاح شاملة

واختتم فريدي البياضي حديثه بالتأكيد على أن تطوير التعليم مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، داعياً إلى تبني رؤية إصلاح شاملة تضع مصلحة الطالب في المقدمة، وتعمل على معالجة أزمات نقص المعلمين، وتحديث المناهج، وتطوير آليات التقييم.

وشدد فريدي البياضي على أن التعليم هو الاستثمار الحقيقي لمستقبل مصر، وأن أي خطوة غير مدروسة قد تكلف الأجيال القادمة الكثير، مطالباً بضرورة التمهل والتخطيط الجيد قبل تطبيق أي نظام جديد للثانوية العامة.