عاجل

خبير استراتيجي:«نتنياهو» يضلل الجميع بشأن غزة وهدفه السيطرة على الضفة الغربية

اللواء أسامة محمود
اللواء أسامة محمود

كشف اللواء أركان حرب، أسامة محمود، عن استراتيجية نتنياهو الحقيقية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن تركيز الإعلام والدول على غزة يخفي الهدف الأكبر وهو السيطرة على الضفة الغربية.

 وأوضح أسامة محمود، خلال حوار خاص مع برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة المحور الفضائية،  أن تصريحات نتنياهو العلنية لا تعكس الواقع، بل هي جزء من خطة طويلة المدى لتحقيق "إسرائيل الكبرى".

التضليل الإعلامي واستغلال 

أشار أسامة محمود إلى أن نتنياهو يضلل الرأي العام والمجتمع الدولي بشأن أهدافه، موضحًا أن الضغوط الإعلامية حول قطاع غزة تهدف إلى صرف الأنظار عن المخططات الحقيقية في الضفة الغربية، مبينًا أن السياسات الإسرائيلية تجاه غزة، من اعتقالات وحصار، ما هي إلا وسيلة لإبقاء الصراع في دائرة ضيقة، بينما تتم ممارسة الضغوط الاستيطانية على الضفة الغربية بشكل منهجي ومدروس.

وأضاف أسامة محمود أن التركيز على الأسرى في غزة واستخدامهم كورقة ضغط هو جزء من استراتيجية أكبر لفرض سيطرة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدًا أن نتنياهو يسعى لوقف أي حلول سياسية حقيقية مثل حل الدولتين، وأن خطابه العلني حول الهدنة أو التهدئة ما هو إلا غطاء لإخفاء أهدافه التوسعية.

السيطرة على الضفة 

أكد أسامة محمود أن الهدف الحقيقي لنتنياهو هو الضفة الغربية، حيث تعمل الحكومة الإسرائيلية على دمج المستوطنات في الإدارة المحلية وتوسيع نشاط البلديات والسيطرة على الأرض بشكل قانوني وفعلي. وأضاف أن القدس الشرقية تواجه تزايدًا في الاستيطان، مع حفر أنفاق تحت المسجد الأقصى، وهجر سكان المحافظات الشمالية والوسطى والجنوبية، ما يعكس سياسة ممنهجة لتفتيت النسيج الاجتماعي الفلسطيني.

وأشار أسامة محمود إلى أن الضفة الغربية التي يقطنها حوالي ثلاثة ملايين نسمة تواجه مخاطر حقيقية بسبب هذه السياسات، وأن الاتفاقيات السابقة لم تعد قادرة على منع التوسع الاستيطاني، ما يهدد أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مستقبليًا.

خطورة قضية الأسرى 

تحدث أسامة محمود عن أهمية ملف الأسرى الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن نتنياهو يعتبر خروج الأسرى من السجون أكبر تهديد له، لأنه يُسقط أي حجج يستخدمها لإدارة الحرب وفرض سياسته في الداخل الإسرائيلي، فضًلا عن أن الضغوط الشعبية داخل إسرائيل، والمظاهرات التي تجاوزت ربع مليون شخص، تزيد من صعوبة إدارة نتنياهو للصراع، وتضعه في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي والمواطنين الإسرائيليين على حد سواء.

وأشار أسامة محمود إلى أن هناك عدة شخصيات سياسية داخل إسرائيل، مثل يائير لابيد وبني غانتس، تحاول الحد من نفوذ نتنياهو والسيطرة على السياسات العسكرية، وهو ما يجعل إدارة الحرب على غزة والضفة أكثر تعقيدًا بالنسبة للحكومة الإسرائيلية.

الرؤية الاستراتيجية لمصر 

واختتم أسامة محمود حديثه بالتأكيد على أن ما يحدث في غزة والضفة الغربية يحتاج إلى فهم دقيق للمخططات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الدور المصري والدولي يجب أن يركز على حماية المدنيين وفرض القيود على التوسع الاستيطاني، مع متابعة التطورات عن كثب لضمان أي تقدم سياسي محتمل.

<strong>الإعلامي حسام الدين حسين </strong>
الإعلامي حسام الدين حسين 

وذكر أسامة محمود أن أي تحرك إسرائيلي في غزة أو الضفة لا يمكن فهمه بمعزل عن السياسة الداخلية الإسرائيلية، وأن استراتيجية نتنياهو تعتمد على اللعب بين الضغط العسكري والتلاعب السياسي، مما يستدعي تكاتف الجهود العربية والدولية لمواجهة أي خطوات أحادية قد تهدد استقرار المنطقة.

تم نسخ الرابط