دبلوماسي سابق: موافقة حماس على وقف إطلاق النار تضع إسرائيل بموقف محرج

قال السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن موافقة حركة حماس على المقترح المصري الأمريكي المشترك لوقف إطلاق النار، وضعت إسرائيل في موقف محرج وضيق، بعدما كانت الأخيرة قد قبلت نفس المقترح سابقًا، وها هي اليوم تضع شروطًا جديدة تعرقل تنفيذه.
مقترح "ويتكوف" وتفاصيله
وأوضح حجازي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلاميين محمود السعيد ونانسي نور في برنامج "ستوديو إكسترا" المذاع عبر قناة إكسترا نيوز، أن المقترح الذي تقدم به الوسيط الأمريكي ستيف ويتكوف، كانت حماس قد رفضته قبل عدة أشهر، بينما وافقت عليه إسرائيل آنذاك.
وتابع أن هذا المقترح كان ينص على الإفراج الجزئي عن عدد من الأسرى والرهائن، والدخول في مفاوضات سياسية لمدة 60 يومًا يتم خلالها الاتفاق على آليات الإفراج المتبادل، وبحث مستقبل الأوضاع في قطاع غزة.
الدور المصري وخطة إدارة غزة
وأشار الدبلوماسي السابق إلى أن مصر بذلت جهودًا كبيرة على مدار الأشهر الماضية لإعداد مشهد ما بعد الحرب، بحيث تتولى مجموعة من الخبراء التكنوقراط الفلسطينيين إدارة القطاع بصورة مدنية، وهي خطوة هدفت إلى تجاوز الاعتراض الإسرائيلي على وجود حركة حماس في الحكم داخل غزة.
وكشف أن حماس أبدت استعدادًا لعدم المشاركة في المرحلة السياسية القادمة، في خطوة وصفت بأنها مرونة غير مسبوقة في مواقف الحركة، وهو ما شجع مصر وقطر على مواصلة جهود الوساطة.
شروط إسرائيل الجديدة تعرقل التقدم
ورغم موافقة حماس على المقترح، قال حجازي إن الكابينت الإسرائيلي المصغر عاد ليضع خمسة شروط تعجيزية، من بينها اشتراط الإفراج الكامل عن الرهائن الإسرائيليين دفعة واحدة، دون الدخول في مرحلة التفاوض التدريجي.
وأشار إلى أن حماس، حينما قبلت المقترح المصري، طلبت ضمانات أمريكية مكتوبة، وهو ما لم يكن متاحًا في الوقت الراهن، لكنها اعتبرت هذه الضمانات ضرورية للمضي قدمًا.
إسرائيل في موضع مسؤولية
واختتم حجازي تصريحاته مؤكدًا أن موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار وضعت إسرائيل في "زاوية حرجة" أمام المجتمع الدولي، حيث لم يعد من المقبول التراجع عن العملية التفاوضية. وأضاف أن المفاوضات المنتظرة خلال فترة الـ60 يومًا يجب أن تتضمن ملفات إدخال المساعدات الإنسانية، وبدء إعادة إعمار غزة، وهو ما لن يتحقق إلا بتحرك جاد من الجانب الإسرائيلي بعيدًا عن الشروط التعجيزية.