عاجل

طارق فهمي: إسرائيل عاجزة عن شن حرب شاملة بغزة بسبب التعقيدات الميدانية

طارق فهمي
طارق فهمي

شهدت حلقة برنامج الحياة اليوم على فضائية الحياة مداخلة هاتفية مهمة مع الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تناول فيها آخر التطورات المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،  وأكد فهمي أن إسرائيل لن تكون قادرة على تنفيذ عملية عسكرية شاملة ضد القطاع، نظراً للتعقيدات الميدانية على الأرض والتوازنات الدولية التي تفرض نفسها بقوة في هذه المرحلة.

 

الميدان يفرض قيوداً على إسرائيل ويمنع الحسم العسكري

قال الدكتور طارق فهمي إن الواقع الميداني داخل قطاع غزة لا يسمح لإسرائيل بخوض حرب شاملة أو عملية عسكرية كاملة، مشيراً إلى أن المقاومة الفلسطينية تمتلك تكتيكات دفاعية وهجومية معقدة تحول دون قدرة الجيش الإسرائيلي على حسم المعركة بسرعة ، وأوضح أن إسرائيل تدرك جيداً أن أي محاولة لاجتياح بري واسع ستكلفها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وهو ما يدفعها للاعتماد على القصف الجوي كسلاح أساسي، رغم محدودية نتائجه على مستوى تحقيق الأهداف الاستراتيجية.

 

المقاومة الفلسطينية تستنزف قدرات الجيش الإسرائيلي

أضاف فهمي أن المقاومة في غزة نجحت في استنزاف قدرات الجيش الإسرائيلي على مدى الشهور الماضية، من خلال استخدام الأنفاق والكمائن وصواريخ متطورة قصيرة ومتوسطة المدى. وأكد أن هذه الأساليب أضعفت قدرة إسرائيل على التقدم داخل القطاع، وجعلتها تواجه معضلة عسكرية حقيقية، حيث إن الجيش الإسرائيلي يقاتل في بيئة معقدة وغير تقليدية لا تشبه الحروب النظامية.

 

الضغوط الدولية تمنع إسرائيل من التوسع في العمليات

وفي سياق آخر، أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن المجتمع الدولي يمارس ضغوطاً متزايدة على حكومة بنيامين نتنياهو، من أجل وقف الحرب وتجنب ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين. وأوضح أن هناك مواقف أوروبية وأمريكية بدأت تميل نحو ضرورة التوصل إلى هدنة أو تهدئة إنسانية، وهو ما يقيد يد إسرائيل في الاستمرار بالعمليات العسكرية الواسعة.

 

دور الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في كبح التصعيد

لفت فهمي إلى أن الولايات المتحدة رغم دعمها التقليدي لإسرائيل، إلا أنها لا ترغب في رؤية حرب مفتوحة طويلة الأمد في غزة قد تشعل المنطقة بأسرها. وأضاف أن واشنطن تحاول الموازنة بين دعمها لحليفها الاستراتيجي من جهة، وضغوط الرأي العام العالمي الذي يندد بالجرائم الإنسانية من جهة أخرى. كما شدد على أن الاتحاد الأوروبي بات أكثر وضوحاً في مطالبة إسرائيل باحترام القوانين الدولية والبحث عن حلول سياسية بديلة.

 

الواقع السياسي الداخلي في إسرائيل يضعف قرار الحرب

وأوضح الدكتور طارق فهمي أن الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل تعد عاملاً إضافياً يحد من قدرتها على اتخاذ قرار بعملية شاملة. فالحكومة الإسرائيلية الحالية تواجه انقسامات وضغوط داخلية، إلى جانب مظاهرات متكررة ضد السياسات العسكرية والاقتصادية، وهو ما يضع نتنياهو في موقف صعب بين الرغبة في استمرار الحرب وكسب أوراق تفاوضية، وبين الخشية من انفجار الوضع الداخلي ضده.

 

الخلاصة: الحل السياسي هو الخيار الوحيد المطروح

وفي ختام حديثه، أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن جميع المؤشرات تؤكد استحالة قيام إسرائيل بعملية عسكرية كاملة في قطاع غزة، وأن الحل السياسي هو الخيار الوحيد القابل للاستمرار وشدد على أن مصر تلعب دوراً محورياً في تحريك الوساطات وفتح قنوات الحوار، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد ضغوطاً أكبر على إسرائيل للقبول بوقف شامل لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.

تم نسخ الرابط