خالد الجندي: الأذى في سبيل الله ليس قتالًا.. بل كلمة حق تُقال|فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن تأمل بعض آيات القرآن الكريم قد يغير حياة الإنسان ويوجهه نحو طريق البذل والعطاء في سبيل الله، مؤكدًا أن فهم المعاني العميقة للنصوص القرآنية يدفع المؤمن إلى الالتزام بالحق وتحمل الصعاب من أجل مرضاة الله.

وأشار خالد الجندي إلى تجربة أحد الأشخاص الذي تأمل قوله تعالى: "فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا"، لافتًا الشخص إلى عبارة "وأوذوا في سبيلي"، متسائلًا: هل أوذيت في سبيل الله؟ لتبدأ رحلة من الحزن والخوف على عدم نيل الثواب، ما دفعه إلى عزيمة قوية على بذل جهده في خدمة دينه وتحمل التبعات، سعيًا لنيل الرضا والجزاء من الله.

معنى الأذى في سبيل الله

وأوضح خالد الجندي خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة "dmc"، أن المسلم يجب أن يسأل نفسه دائمًا: هل أوذي في سبيل الله؟ مبينًا أن الأذى في سبيل الله يتحقق عندما يسعى المؤمن لتغيير المنكر، فيتعرض للشتائم أو التحرش أو الاعتداء بسبب نصحه بالخير وصدقه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأكد خالد الجندي أن كل داعية أو عالم يُصدر كلمة الحق ويتعرض للأذى نتيجة لذلك، فليطمئن لأن الله راضٍ عنه، شرط أن يكون عمله خالصًا لوجه الله، فضًلا عن أن هذا التأثر بالقرآن يدفع المؤمن إلى الثبات على الحق مهما كانت التحديات والمصاعب.

البذل من المحبوبات والوقت والجهد

وأشار الشيخ خالد الجندي إلى مثال آخر، حيث ذكر رجل أن قوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" غيّر حياته بالكامل، مضيفًا أن الرجل كان يحب النوم، فصار يترك جزءًا منه ليقوم الليل ابتغاء مرضاة الله، مؤكدًا أن الإنفاق لا يقتصر على المال فقط، بل يشمل كل ما يحبه الإنسان من وقت وجهد وراحة.

وشدد خالد الجندي على أن كل ألم يصيب الإنسان في سبيل الحق من عطش أو تعب أو مجاعة، هو نوع من الجهاد، مستشهدًا بقوله تعالى: "ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله"، موضحًا أن البذل يشمل مساعدة المحتاجين، تعليم الأميين، قضاء حوائج الناس، أو حتى قول كلمة الحق التي قد تجلب الأذى لكنها ترفع درجة الإنسان عند الله.

البر يتحقق بالتضحية والبذل

وأكد خالد الجندي أن البر لا يتحقق إلا بالبذل والتضحية، وقال: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، فابحث عما تحبه نفسك وقدمه لله". وأضاف أن ذلك يمكن أن يكون من خلال كلمة صادقة تُقال في الوقت المناسب، أو استخدام جاه أو نفوذ لمصلحة ضعيف، ما دامت النية خالصة لوجه الله.

وشدد خالد الجندي على أن الحياة العملية للمؤمن يجب أن تكون مليئة بالعطاء والتضحية، وأن كل خطوة يخوضها الإنسان في سبيل الحق تعتبر استجابة فعلية لآيات القرآن، مؤكدًا أن القرآن ليس مجرد كلام يُتلى، بل دليل عملي يغير حياة المؤمن ويقوده إلى مرضاة الله وتحقيق البر.

رسالة عملية للمؤمنين

واختتم الشيخ خالد الجندي حديثه بدعوة كل مسلم إلى التفكر في الآيات والعمل بها، مؤكدًا أن التأثر الحقيقي بالقرآن يبدأ عندما يحوّل الإنسان فهمه للآية إلى عمل جاد في حياته اليومية، سواء من خلال البذل في وقت، أو مال، أو كلمة حق، أو جهد في مساعدة الآخرين، معتبرًا أن كل هذا يعود بالنفع على الفرد والمجتمع ويحقق مرضاة الله.