عاجل

خالد الجندي يوضح معنى «واضربوهن»: دفاع عن الرحمة ضد العنف الزوجي |فيديو

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

أثار الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، جدلًا واسعًا بعد تفسيره لآية "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن"، مؤكدًا أن كلمة "الضرب" الواردة في النص القرآني لا تعني الإيذاء الجسدي كما يظن البعض، وإنما تحمل معاني متعددة في اللغة العربية، بعيدة كل البعد عن العنف.

معاني الضرب في القرآن 

خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة dmc، أوضح خالد الجندي أن الضرب في القرآن له نحو 14 معنى مختلفًا، منها الابتعاد والمفارقة والفصل، وليس من بينها بالضرورة العنف الجسدي. واستشهد بقوله تعالى: "فاضرب لهم طريقًا في البحر يبسًا" أي شقّ لهم طريقًا، لافتًا إلى أن هذا يوضح المرونة الدلالية للمصطلح.

أشار خالد الجندي إلى أن تفسيره قوبل بهجوم شديد من أنصار الفهم التقليدي وبعض من يبررون العنف ضد النساء، قائلاً: "انفجروا على مواقع التواصل الاجتماعي بالسباب بدلًا من مناقشة الموضوع بالحجة"، مؤكدًا أن هؤلاء ينتمون إلى "العقلية العنيفة" التي تشرعن ضرب الزوجات وتغفل روح الرحمة التي جاء بها الإسلام.

النبي ﷺ قدوة في الرحمة

استشهد خالد الجندي بسيرة النبي محمد ﷺ، الذي لم يُنقل عنه أنه ضرب امرأة قط، مؤكدًا أن النبي لا يمكن أن يخالف القرآن، مما يدل على أن الأمر لا يعني الإيذاء الجسدي. وأضاف: "القرآن أشار إلى وجود النشوز بالفعل، لكن لم يرد عن النبي أنه مارس أي شكل من العنف، وهذا أبلغ رد على من يفسرون النصوص بالضرب المادي".

شدد خالد الجندي على أن مراتب التعامل مع النشوز في الآية واضحة ومتدرجة: الوعظ بالكلام والنصيحة: "فعظوهن، المباعدة في الفراش: "واهجروهن في المضاجع"، الابتعاد أو الانفصال المؤقت: "واضربوهن، موضحًا أن الضرب هنا يعني المفارقة والابتعاد الكامل كخطوة تصعيدية لإصلاح العلاقة، وليس بأي حال من الأحوال الإيذاء الجسدي.

النشوز مسؤولية مشتركة

لفت خالد الجندي إلى أن القرآن الكريم عالج النشوز من الطرفين، مستشهدًا بقوله تعالى: "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا..."، مؤكدًا أن النص القرآني عادل في معالجة المشكلات الزوجية، فلا يُحمِّل طرفًا واحدًا المسؤولية.

أكد خالد الجندي أن ما طرحه يتوافق مع ما نشرته دار الإفتاء المصرية مؤخرًا، حيث أوضح الدكتور محمود الطحان، أمين الفتوى، في فتوى بتاريخ 23 يوليو أن "الضرب" لا يعني العنف أو الإيذاء الجسدي، بل يحمل معاني الفصل أو الترك كما ورد في بعض المواضع القرآنية.

<strong>الشيخ خالد الجندي</strong>
الشيخ خالد الجندي

انتقاد للتبريرات التقليدية

سخر خالد الجندي من بعض التفسيرات الشعبية التي تقول إن الضرب بالسواك أو الضرب غير المبرح جائز، واصفًا هذه التبريرات بأنها "خارج السياق الحقيقي" ونتاج فهم سطحي للنصوص، قائًلا: "يقول لك اضربها بالسواك! طوله كام ده؟ أي عقلية هذه التي تشرعن العنف باسم الدين؟".

اختتم خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن الإسلام يرفض الاعتداء على المرأة أو إهانتها، مشيدًا بالأصوات التي تنحاز إلى العقل والتحضر والرحمة، قائلاً: "الحمد لله رب العالمين أن الله جبر خاطرنا في هذه المعركة الفكرية، ويسعدني أن أرى في المجتمع من يفهم أن الدين رحمة وليس إذلالًا".

تم نسخ الرابط