عاجل

«مقترح ويتكوف بلس».. صفقة جزئية تلوح في الأفق ونتنياهو يراوغ الداخل الإسرائيلي

نتنياهو
نتنياهو

في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة الإسرائيلية إطلاق رسائل متشددة حول الحسم العسكري في غزة، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لا يزال يمارس سياسة "المشي بين قطرات المطر" في ملف صفقة تبادل الأسرى، رافضًا إغلاق الباب أمام خيار "التسوية الجزئية" رغم نفي مكتبه المتكرر لهذا التوجه.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن نتنياهو خلال اجتماع "الكابنيت" الأخير وأثناء الجلسة الأسبوعية للحكومة، تجنب الالتزام العلني بعدم إبرام صفقة مجتزأة، مكتفيًا بتكرار عبارة "ذاهبون نحو الحسم"، وهو ما يفسّره مراقبون بأنه إبقاء متعمد لمساحة تفاوض مفتوحة مع حركة حماس، دون إثارة غضب حلفائه المتشددين.

مقترح ويتكوف بلس

وقد أشار تقرير الصحيفة إلى أن مرونة حماس الأخيرة جاءت استنادًا إلى ما يُعرف بـ"مقترح ويتكوف بلس"، وهو نسخة معدلة من خطة سبق طرحها، تتضمن مراجعة لبعض المطالب الأساسية.

ووفق مصادر دبلوماسية عربية، خفضت حماس عدد الأسرى المحكومين بالمؤبد المطلوب الإفراج عنهم من 200 إلى نحو 140–150، مقابل موافقة إسرائيلية مبدئية على إطلاق سراح 125.

كما أبدت الحركة استعدادًا لتقليص عرض المنطقة العازلة الأمنية إلى ما بين 800 و1000 متر، وهو ما ساهم في تقليص الفجوات، تمهيدًا لجولة مفاوضات جديدة قد تُعقد في الدوحة أو القاهرة، وربما بحضور المبعوث الأمريكي ستيفن ويتكوف، صاحب المبادرة.

بنود الصفقة: إطلاق جزئي وهدنة مؤقتة

وتتضمن الصفقة المقترحة ، بحسب «يديعوت أحرونوت»، الإفراج عن عشرة أسرى أحياء و18 جثة، مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها التفاوض على اتفاق شامل لإنهاء الحرب بضمانات أمريكية. وتشمل الخطة ترتيبات جديدة لتوزيع المساعدات داخل غزة، وبدء نقاش جدي حول مستقبل سلاح حماس خلال فترة الهدنة.

اليمين يهاجم والكنيست غائب

من جهته، كان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش أول من حذّر من أن نتنياهو يخطط لصفقة جزئية، متهمًا إياه بـ"خداع الوزراء والجمهور"، واعتبر أن الخطوة لا تهدف للحسم، بل لإعادة حماس إلى طاولة التفاوض، وهو ما وصفه بـ"القرار غير الأخلاقي".

ورغم هذا الهجوم، تشير الصحيفة إلى أن نتنياهو يملك هامشًا سياسيًا يسمح له بتمرير الصفقة، مستفيدًا من عطلة الكنيست وتردد شركائه في اليمين المتطرف في إسقاط الحكومة خلال هذه المرحلة.

كيف يسوّق نتنياهو صفقة لا تشمل كل الأسرى؟

إلا أن التحدي الأكبر الذي قد يواجه نتنياهو، بحسب الصحيفة، ليس المعارضة داخل الكنيست، بل قدرته على تسويق الصفقة للرأي العام كخطوة أولى نحو اتفاق شامل، لا يتناقض مع الموقف الرسمي الإسرائيلي القاضي بضرورة استعادة جميع الأسرى ونزع سلاح حماس كشرط لإنهاء الحرب.

وتختتم «يديعوت أحرونوت» تقريرها بالإشارة إلى أن نتنياهو قد يقدّم الصفقة على أنها «مرحلية»، مما يتيح له الحفاظ على صورته كرجل حسم، دون خسارة ورقة التفاوض أو الاستقرار الحكومي.

تم نسخ الرابط