جمال شقرة: مقولة "من النيل إلى الفرات" فخ صهيوني لتبرير مشروعهم التوسعي

حذر الدكتورجمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، من خطورة ترديد مقولة «من النيل إلى الفرات»، مؤكدًا أنها تمثل فخًا تاريخيًا وقع فيه الكثير من العرب والمسلمين دون وعي ، وأوضح أن هذا التعبير هو في الأساس من صناعة العقل الصهيوني بهدف الترويج لمشروعهم التوسعي غير المشروع، مشيرًا إلى أنه هو نفسه كان يردد هذا المصطلح في الماضي، إلى أن بدأ في دراسة أصوله بدقة.
النص التوراتي.. تحريف وتفسير مضلل
أكد شقرة خلال لقائه مع الإعلامي محمود السعيد، في برنامج «ستوديو إكسترا» المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن النص التوراتي الذي يستند إليه البعض في تبرير المقولة، قد تعرض للتحريف والإضافة عبر العصور ، وأشار إلى أن عبارة «الفرات» لم تكن واردة في النص الأصلي، وأن «النيل» المقصود في تلك الروايات ليس نهر النيل المصري المعروف، وإنما وادٍ موسمي يقع خارج حدود مصر، يمتلئ بمياه الأمطار في الشتاء ويصب في البحر.
الصهيونية وتزييف التاريخ
لفت أستاذ التاريخ الحديث إلى أن الحركة الصهيونية برعت في تزييف التاريخ وإعادة قولبته وتصديره للعالم، وذلك عبر وسائل إعلامية ودينية وتعليمية موجهة، مما يجعل من الضروري مواجهة هذه الادعاءات بوعي ثقافي وتاريخي، وعدم الوقوع في فخ الترديد غير المدروس لهذه المصطلحات والمقولات التي تُخدم المشروع الصهيوني.
"الهيكل المزعوم".. أسطورة دون دليل أثري
وعن المزاعم المتعلقة بوجود "هيكل سليمان" أسفل المسجد الأقصى، قال شقرة إن جميع البعثات الأثرية التي بحثت في الموقع لم تجد أي أثر لذلك الهيكل المزعوم، مؤكدًا أن بعض علماء الآثار انتقدوا تصريحات ديفيد بن جوريون، ووصفوا الروايات المرتبطة بما يسمى «حرب التحرير» بأنها جزء من خطاب دعائي أكثر منه سردًا تاريخيًا موثقًا.
أهمية المؤرخين الجدد في كشف الزيف
اختتم الدكتور شقرة حديثه بالتأكيد على أهمية دور ما يُعرف بـ«المؤرخين الجدد» داخل إسرائيل، والذين بدأوا في تفنيد كثير من الروايات التأسيسية للدولة الصهيونية، معتبرًا أن كتاباتهم تمثل خطوة أقرب إلى الحقيقة، وتساهم في كشف زيف المزاعم التي تم ترسيخها لعقود طويلة، سواء بشأن الحدود أو الحقوق التاريخية والدينية.