لقاء ترامب وزيلينسكي.. محلل سياسي أمريكي يكشف تأثيره على الأزمة الأوكرانية

تناول المحلل السياسي نعمان أبو عيسى تطورات المشهد السياسي والعسكري في الأزمة الأوكرانية، على ضوء الحديث عن قمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
أبو عيسى: الولايات المتحدة لم تعد قادرة على دعم أوكرانيا عسكرياً ومالياً
وقال أبو عيسى خلال مداخلة عبر قناة إكسترا نيوز إن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على دعم أوكرانيا عسكرياً ومالياً بنفس الزخم السابق، مشيرًا إلى أن تصريحات ترامب التي طالب فيها أوكرانيا بالتخلي عن طموحاتها في الانضمام للناتو والتنازل عن شبه جزيرة القرم، تعكس تحولا في موقف واشنطن.
وأوضح أن ما يطرحه ترامب يعد محاولة لإيجاد تسوية سياسية تنهي الحرب، لكنه ربط هذه التسوية بتنازلات صعبة من الجانب الأوكراني، وهو ما ترفضه كييف بشدة حتى الآن.
وأكد أبو عيسى أن روسيا ما زالت صاحبة اليد العليا ميدانيًا، وأنها لا تبحث فقط عن وقف لإطلاق النار، بل عن اتفاق سلام دائم بشروطها، ومنها الاعتراف بسيادتها على أربع مقاطعات أوكرانية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، وتحويل أوكرانيا إلى دولة محايدة بلا تهديد عسكري لموسكو.
شروط تعتبر شبه مستحيلة بالنسبة لأوكرانيا
وأشار إلى أن هذه الشروط تعتبر شبه مستحيلة بالنسبة لأوكرانيا، إلا أن الضغط العسكري المستمر قد يدفعها في النهاية نحو القبول بمفاوضات غير متكافئة، منوها إلى أن الدعم الأمريكي تراجع تدريجياً، لافتًا إلى أن ترامب يحاول تحميل أوروبا مسؤولية دعم أوكرانيا مستقبلاً، في ظل انشغال واشنطن بمواجهة تحديات الصين في شرق آسيا، والتي تعتبرها تهديدًا أكبر من روسيا.
وبخصوص الداخل الروسي، قال أبو عيسى إن الكرملين تمكن من الحفاظ على استقرار الاقتصاد الروسي رغم العقوبات، وإن الشعب الروسي يدرك أن بلاده تتقدم ميدانيًا، ولا يشعر بالهزيمة كما كانت تخطط له واشنطن في بداية الحرب.
بكين مستفيدة من استمرار الحرب
أما عن الموقف الصيني، أشار أبو عيسى إلى أن بكين مستفيدة من استمرار الحرب، لأنها تبقي الولايات المتحدة منشغلة في أوروبا والشرق الأوسط، وتُبعد تركيزها عن منطقة شرق آسيا، حيث تسعى الصين لتعزيز نفوذها الاقتصادي والعسكري.
وختم بالقول إن الصين ترى أن استمرار الحرب يخدم مصالحها الاستراتيجية، خاصة في ظل تطلعها لفرض سيطرتها على بحر الصين الجنوبي وفرض نفوذها في محيطها الإقليمي.