«داليا الشربيني»: الشائعات سلاح يهدد استقرار الدول وأداة في حروب الجيل الرابع

أكدت الدكتورة داليا الشربيني، المتخصصة في شؤون الإعلام الدولي، أن الدولة المصرية تتعرض لحرب شرسة من قبل بعض التنظيمات الإرهابية والجهات المعادية التي تسعى للنيل من استقرارها السياسي والاقتصادي والأمني.
وأوضحت أن هذه الحرب لا تقتصر على الحملات الممنهجة التي تشنها اللجان الإلكترونية التابعة لجماعة الإخوان عبر منصات التواصل الاجتماعي، بل تمتد إلى حملات تضليل وافتراءات تستهدف التشكيك في الدور المحوري والتاريخي لمصر تجاه القضية الفلسطينية.
وأشارت إلى أن تلك المحاولات تجلت مؤخرًا في احتجاجات وأعمال شغب أمام بعض السفارات والبعثات الدبلوماسية المصرية بالخارج، بينها تل أبيب، بزعم إغلاق معبر رفح أو عرقلة وصول المساعدات، مؤكدة أن هذه التحركات تكشف الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان التي تستخدم التشكيك في الموقف المصري كسلاح جديد لمحاربة الدولة.
وحذرت الشربيني من خطورة الشائعات على الأمن القومي والاستقرار الداخلي، معتبرة إياها من أبرز أدوات حروب الجيل الرابع والخامس، إذ تستهدف الضغط المستمر على الدول وخلق صورة سلبية عنها أمام مواطنيها والرأي العام الدولي.
وأوضحت أن بعض الجهات تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في ترويج الأخبار الزائفة، وصناعة حملات تضليل إعلامي ممنهجة تستغل القضايا التي تشغل اهتمام الجمهور مثل الاقتصاد والحروب والكوارث.
وأضافت أن "الشائعات صناعة لها خبراء يحددون التوقيت والموضوع والجمهور المستهدف لنشرها"، مؤكدة أن غياب المعلومات الدقيقة يمثل بيئة خصبة لانتشارها.
وأوصت الشربيني بضرورة اعتماد المواطنين على المصادر الرسمية في الحصول على المعلومات، مثل الصفحات الرسمية لرئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، ووزارتي الخارجية والداخلية، إضافة إلى الموقع الرسمي للهيئة العامة للاستعلامات، ومنصة "مصر الرقمية"، فضلًا عن المؤتمرات الدورية لمجلس الوزراء التي تتناول مستجدات الأحداث وترد على الشائعات.
وفي السياق نفسه، كثفت الدولة المصرية جهودها لمواجهة الشائعات وحملات التضليل الإعلامي، من خلال تفعيل المنصات الرسمية لنشر الحقائق والرد الفوري على الأخبار المغلوطة، فضلًا عن إطلاق حملات توعية لتعريف المواطنين بخطورة تداول المعلومات غير الدقيقة.
كما تقوم الأجهزة المختصة برصد المحتوى المضلل على منصات التواصل الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجيه، بجانب اعتماد استراتيجية إعلامية تستند إلى الشفافية في إعلان البيانات الرسمية، وعقد المؤتمرات الدورية لرئاسة مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، لعرض مستجدات الأوضاع وتفنيد ما يُثار من شائعات بشكل منهجي.