مأساة على الكوبري المعدني بدمياط.. مواطن ينهي حياته ويترك حذاءه وهاتفه وبطاقته

شهدت محافظة دمياط، مساء اليوم، واقعة مؤلمة هزّت مشاعر الأهالي، وأثارت حالة من الحزن العميق، بعدما أقدم مواطن يُدعى محمد. م.ع، البالغ من العمر 41 عامًا والمقيم بقرية الشعراء، على إنهاء حياته بإلقاء نفسه من أعلى الكوبري المعدني بمدينة دمياط.
تفاصيل الواقعة
بحسب ما أفاد به شهود العيان، فقد لاحظ المارة على الكوبري أن المتوفى ترك حذاءه وبطاقته الشخصية وهاتفه المحمول على طرف الكوبري قبل لحظات من سقوطه في مياه النيل، المشهد الذي وقع فجأة أصاب الحاضرين بصدمة كبيرة، خاصة مع سرعة الموقف وعدم قدرة أحد على إنقاذه.
وفور وقوع الحادث، تم إخطار قوات الإنقاذ النهري التي تحركت بسرعة إلى المكان، واستمرت محاولات البحث عدة دقائق حتى تمكنت من انتشال الجثمان، وسط حالة من الترقب والبكاء بين الأهالي الذين تجمعوا على ضفاف النهر لمتابعة ما يجري.
صدمة بين الأهالي
وعبّر عدد من أبناء قرية الشعراء – مسقط رأس الفقيد – عن بالغ حزنهم لرحيله المفاجئ والمأساوي. وأكدوا أن محمد كان شخصًا معروفًا في قريته، وأن خبر وفاته بهذه الطريقة المؤلمة نزل عليهم كالصاعقة، وقال أحد جيرانه: "ما كنا نتوقع أن يقدم على ذلك، الله يرحمه ويغفر له ويصبر أهله."
فيما أضاف آخر: "كل القرية في حالة حزن، الخبر صادم والناس كلها بتدعي له بالرحمة".
إجراءات رسمية
تم نقل جثمان المتوفى إلى مستشفى دمياط التخصصي، حيث جرى اتخاذ الإجراءات القانونية والطبية اللازمة، فيما باشرت النيابة العامة التحقيق للوقوف على ملابسات الحادث، ومن المقرر أن يتم تسليم الجثمان لذويه عقب الانتهاء من الإجراءات الشرعية لدفنه بمسقط رأسه.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
وقد أثارت الواقعة تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول الأهالي ومرتادو الإنترنت الخبر مصحوبًا بعبارات الحزن والدعاء للفقيد بالرحمة والمغفرة، وكتب أحدهم على صفحته: "سلم يا رب سلم، لا حول ولا قوة إلا بالله.. ربنا يرحمه ويصبر أهله."
دعوات للتكاتف والدعم النفسي
وفي سياق متصل، ناشد عدد من الأهالي والمؤسسات الدينية والاجتماعية بضرورة تكثيف حملات التوعية والدعم النفسي للأفراد، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي قد تدفع البعض إلى الإقدام على خطوات مأساوية، وأكدوا أن مثل هذه الحوادث الموجعة تترك خلفها أسرًا مكلومة ومجتمعًا مثقلًا بالآلام.
وداع مؤلم
رحل محمد تاركًا خلفه ذكريات بين أهله وأصدقائه، لكنه ترك أيضًا درسًا قاسيًا للجميع حول أهمية الدعم الأسري والمجتمعي في مواجهة الضغوط الحياتية، وقد خيم الحزن على أجواء قرية الشعراء بأكملها، حيث ينتظر الأهالي وصول الجثمان لتوديعه في جنازة يملؤها الدعاء والدموع.