احتجاجات وإضراب شامل في إسرائيل ونتنياهو تحت الضغط.. ما المؤشرات؟

أوضح اللواء حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن المظاهرات التي خرجت مؤخرًا في إسرائيل، والتي وُصفت بالمليونية، لا تزال تُمثل وسيلة ضغط شعبي على حكومة بنيامين نتنياهو، لكنها لم تصل بعد إلى مستوى الضغط الحقيقي الذي قد يُجبره على تغيير قراراته السياسية أو الأمنية، خصوصًا ما يتعلق باستمرار العدوان على قطاع غزة.
انقسام واضح داخل الشارع الإسرائيلي وحتى داخل الحكومة
وفي حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، أشار الشروف إلى وجود انقسام واضح داخل الشارع الإسرائيلي وحتى داخل الحكومة ذاتها، بشأن كيفية التعامل مع ملف الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، فبينما يرى بعض السياسيين ضرورة التوصل لاتفاق بأي ثمن، يعارض اليمين المتطرف هذه الرؤية، ويعتبر الأسرى "أحد أثمان الحرب".
وأكد الشروف أن المفاوضات الجارية حاليًا في القاهرة والدوحة قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب كارثة إنسانية وشيكة في غزة، مضيفًا أن المؤشرات الحالية تدل على أن التصعيد العسكري لا يزال خيارًا قائمًا، مع استمرار التحشيدات الإسرائيلية واستعداداتها للمرحلة المقبلة من العمليات.
بيان وزارة الخارجية المصرية الأخير
وفي سياق متصل، نوه الشروف إلى أن بيان وزارة الخارجية المصرية الأخير، الذي جدد رفض القاهرة القاطع لسيناريو التهجير، يعكس القلق العميق من نية إسرائيل تنفيذ مخطط ترحيل قسري للفلسطينيين من قطاع غزة، كما قال إن الحديث عن قبول دول معينة، مثل جنوب السودان أو اليونان أو ليبيا، باستقبال الفلسطينيين، هو محاولة إسرائيلية مكشوفة لتسويق مشروع التهجير وكأنه أمر واقع أو قابل للنقاش.
وحول المخاوف الإسرائيلية من العملية العسكرية المقبلة، أوضح الشروف أن أهم هاجس لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو مقتل الأسرى الإسرائيليين أثناء العمليات، الأمر الذي يخلق حالة من التردد داخل الجيش، وإن كانت القيادة السياسية تمضي قدمًا في خططها التصعيدية رغم ذلك.
تصعيد العمليات قد تكون وخيمة
وأشار كذلك إلى أن التداعيات الاقتصادية والمعنوية لتصعيد العمليات قد تكون وخيمة، لكن القرار النهائي يبقى بيد المستوى السياسي في تل أبيب، والذي يبدو – بحسب تعبيره – ماضٍ في مخطط التهجير لتحقيق أهداف بعيدة المدى.
وبشأن الموقف الفلسطيني، قال الشروف إن على حركة حماس أن تتعامل بواقعية مع الطروحات العربية، خاصة تلك التي تهدف إلى تمكين الشعب الفلسطيني من البقاء على أرضه وبناء دولته، وليس الزج به نحو المجهول. وأضاف أن المطلوب في هذه المرحلة هو قرار وطني فلسطيني موحد، تتفق فيه الفصائل على إما الذهاب إلى الحرب أو إلى السلام بشكل جماعي، بدلًا من تعدد الأجندات واختلاف المسارات.
وردًا على سؤال حول أسباب استمرار نتنياهو في رفض الطروحات حتى في ظل تليين الفصائل لمواقفها، أوضح اللواء أن إسرائيل تسعى لاستمرار حالة الاحتلال في غزة تحت ذرائع واهية، معتبرًا أن هذا الموقف لا يمكن مواجهته إلا بتوافق عربي – فلسطيني واضح، يفرض حلولًا عادلة ويمنع تكرار النكبة.