يسري جبر: حب الله والاستعانة به أساس الثبات على طريق الاستقامة

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن السير إلى الله يحتاج إلى قلبٍ ممتلئ بالحب، ومواظبة دائمة على الطاعة، واستعانة كاملة بالله عز وجل، موضحًا أن الثبات على طريق الاستقامة ليس بالأمر السهل بطبيعة النفس البشرية التي تميل إلى التقلّب والفتور.
وقال جبر، خلال حلقة جديدة من برنامج "أعرف نبيك" على شاشة قناة الناس مساء السبت، ردًا على سؤال حول كيفية الثبات في طريق الله حتى الموت: كلمة (إزاي) كلمة مصرية أصيلة، يفهمها العرب جميعًا ويحبونها، لكن المعنى المقصود هو: كيف يثبت الإنسان على طريق الاستقامة والالتزام بشرع الله؟ مع أن طبيعة الإنسان بطبعها متغيرة وملولة، تملّ سريعًا وتفتر همتها".
الاستمرار على الطاعات
وأوضح العالم الأزهري أن الله تعالى أمر عباده بالاستمرار على الطاعات والمواظبة عليها، رغم ما في النفس من كسل ورغبة في الراحة، مبينًا أن السر الحقيقي في الثبات لا يكون بالاعتماد على النفس وحدها، وإنما بالاستعانة بالله، وقال:
"لو توجهت إلى الله بنفسك وحدك ستنقطع، لكن إذا توجهت إلى الله بالله فلن تنقطع أبدًا".
وشدد جبر على أن المفتاح الحقيقي للثبات هو الحب؛ حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الصالحين، موضحًا: "حين تحب النبي ﷺ حبًا صادقًا يسكن قلبك، وحين ترى نعم الله عليك وتشعر أنك مهما اجتهدت فأنت مقصر، كما قالت الملائكة: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، حينها تجد قلبك ثابتًا على الطاعة لا يملّ".
وبيَّن أن الطريق إلى الله يقوم على ثلاثة أعمدة رئيسية:
1. الحب القلبي لله ورسوله والصالحين.
2. التعلّق العملي بأخلاقهم والتخلّق بها.
3. المواظبة المستمرة دون انقطاع أو فتور.
وأضاف أن الصحبة الصالحة من أعظم أسباب الثبات، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ﴾. وقال:
لذلك نكرر في الصلاة دائمًا: اهدِنَا الصراط المستقيم بصيغة الجمع، حتى لو كنت تصلي منفردًا، لأنك لا تستقيم وحدك وإنما بالارتباط بالجماعة".
وختم جبر حديثه بالتأكيد على أن مخالفة النفس والشيطان أمر ضروري، فالنفس بطبيعتها ملولة تميل إلى الكسل، لكن صحبة الخير وحب النبي ﷺ يجعلان طريق الاستقامة يسيرًا على من يسّره الله عليه، مؤكدا أن الطريق إلى الله عسير على من اعتمد على نفسه، ولكنه ميسَّر على من اعتمد على الله واستعان به".