الجزائر تعلن الحداد وتنكيس الأعلام.. بعد كارثة سقوط حافلة في وادي الحراش|فيديو

أعلن رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، مساء الجمعة، حدادًا وطنيًا ليوم واحد، مع تنكيس الأعلام الوطنية، تضامنًا مع عائلات ضحايا الحادث الأليم الذي أسفر عن سقوط حافلة في مجرى وادي الحراش شرق العاصمة الجزائر.
وأعرب الرئيس تبون عن حزنه العميق جراء هذه الفاجعة، مقدّمًا تعازيه الخالصة ومواساته الصادقة لأسر الضحايا، متضرعًا إلى الله أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل.

حادث وادي الحراش في الجزائر
ووقع الحادث المأساوي وقع مساء الجمعة، عندما انحرفت حافلة لنقل المسافرين وسقطت من فوق جسر في الطريق الرابط بين منطقتي المحمدية والهواء الجميل ببلدية الحراش، لتستقر في مجرى وادي الحراش، مما أدى إلى وفاة 18 شخصًا وإصابة 24 آخرين، بينهم حالتان وُصفتا بالحرجتين.
وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام الجزائرية، تم نقل الجرحى إلى المستشفى المحلي، بينما نُقلت جثامين الضحايا إلى مصلحة حفظ الجثث. وقد أعلن وزير الداخلية تخصيص منحة مالية لعائلات الضحايا، سيتم توزيعها عقب تحديد هوياتهم رسميًا.
في هذا السياق، قدّم وزير النقل، سعيد سعيود، تعازيه إلى عائلات الضحايا، وكشف عن خطة وطنية تهدف إلى تجديد أسطول نقل المسافرين المكوّن من نحو 84 ألف حافلة، وذلك بشكل تدريجي.
وشدد الوزير على ضرورة تحلي السائقين بروح المسؤولية من أجل الحفاظ على الأرواح، مشيرًا إلى أن 90% من الحوادث المرورية في الجزائر تعود للتهور في القيادة.
من جهتها، أوضحت مديرية الدفاع المدني أن الحافلة انحرفت قبل أن تهوي في الوادي، مشيرة إلى أنها سخّرت 25 سيارة إسعاف، 15 غطاسًا، 4 زوارق، شاحنتي تدخل، إضافة إلى فرقة خاصة للبحث في المناطق الوعرة.
وقبل وصول فرق الإنقاذ، تدخل عدد من المواطنين المتواجدين بمحيط الحادث، حيث ألقوا بأنفسهم في الوادي الملوث لإنقاذ الركاب، وتمكنوا بالفعل من إخراج عدد من المصابين، بينما قضى 18 شخصًا غرقًا.
ونقلت وسائل الإعلام شهادات مؤثرة من بعض الناجين، حيث قال أحدهم: "لا أذكر جيدًا ما حدث، لكن السائق فقد السيطرة على الحافلة، وعندما بدأنا في السقوط صاح الله أكبر، ثم قفز، كنت في مقدمة الحافلة، وتمكنت من الخروج عبر النافذة، وساعدني المواطنون على الوصول إلى اليابسة".
وشهد موقع الحادث حضور وفد رسمي رفيع المستوى، ضم بوعلام بوعلام، مدير ديوان رئاسة الجمهورية، ووزراء الداخلية إبراهيم مراد، والنقل سعيد سعيود، والموارد المائية طه دربال، إلى جانب المدير العام للدفاع المدني العقيد بوعلام بوغلاف، المدير العام للأمن الوطني علي بداوي، ووالي العاصمة عبد النور رابحي.
أما بشأن ملابسات الحادث، فقد تضاربت الشهادات؛ حيث أكد السائق أن العطل المفاجئ هو السبب، مدعومًا بشهادة أحد ركاب الحافلة الراقدين في مستشفى زميرلي بالحراش، والذي نفى وجود تهور من طرف السائق. في المقابل، صرّح أحد الناجين لوسائل إعلام محلية أن السبب يعود إلى السرعة والمناورات غير المسؤولة التي قام بها السائق.
من جهته، أعلن وزير الداخلية فتح تحقيق مستعجل للوقوف على الأسباب الدقيقة لهذا الحادث المفجع، مؤكدًا أن الحكومة ستعمل بالتنسيق بين مختلف القطاعات لاتخاذ إجراءات صارمة للحد من تكرار هذه المآسي، مشددًا على أن "الكوارث التي تسجل بشكل شبه يومي يجب أن تتوقف".