باحثة بالشأن الأمريكي: قمة ألاسكا انتهت بمكسب رمزي لروسيا وفشل لترامب |خاص

قالت الدكتورة شيرين النجار، الباحثة في الشأن الأمريكي، أن قمة ألاسكا التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحمل دلالات سياسية كبيرة، رغم أنها لم تُسفر عن اتفاق ملموس لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأكدت الدكتورة شيرين النجار في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن مجرد عقد اللقاء على الأراضي الأمريكية، وبهذا الشكل الودي، من دون إشراك أو حضور الجانب الأوكراني، يُعد مكسبًا دبلوماسيًا واضحًا لبوتين، ويمنحه فرصة لكسر العزلة الدولية التي فرضها الغرب عليه منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأضافت النجار أن استقبال ترامب الحار لبوتين، بما في ذلك ركوبهما معًا في السيارة الرئاسية، يعزز من صورة بوتين كزعيم قادر على فرض نفسه على الساحة الدولية، حتى من داخل الولايات المتحدة".

شيرين النجار: ترامب ادعى وجود اتفاقات عديدة مع بوتين لكن دون وجود تفاصيل وهذا يطرح علامات استفهام

وأشارت إلى أن ترامب حاول الظهور بمظهر صانع الصفقات، وادعى وجود اتفاقات عديدة ونقاط تفاهم مع بوتين، إلا أن عدم الإعلان عن أي تفاصيل أو إجراءات عملية يطرح علامات استفهام كبيرة حول قدرته على تحقيق اختراق حقيقي في هذا الملف الشائك.

وحول تصريح بوتين بأن الحرب ما كانت لتندلع لو كان ترامب رئيسًا عام 2022، قالت النجار إن هذا الطرح يخدم سردية ترامب الانتخابية، لكنه في ذات الوقت يعزز موقف بوتين عبر تحميل المسؤولية للإدارة الأمريكية دون تحميل روسيا مسؤولية العدوان.

وأعربت النجار عن قلقها من تجاوب ترامب مع اقتراح بوتين بعقد اللقاء المقبل في موسكو، معتبرة أن مثل هذه اللقاءات الثنائية، بعيدًا عن الأطر التقليدية للدبلوماسية الأمريكية، قد تربك مواقف واشنطن الرسمية وتُضعف ثقة الحلفاء الأوروبيين".

شيرين النجار: من غير المقبول الحديث عن مستقبل أوكرانيا دون وجودها على طاولة التفاوض

وأكدت أن تجاهل أوكرانيا في هذه القمة كان رسالة سلبية، قائلة: "من غير المقبول الحديث عن مستقبل أوكرانيا دون وجودها على طاولة التفاوض، فالرئيس زيلينسكي محق في قوله إن المحادثات عنا دون وجودنا لن تنجح، وأي حل يفرض من الخارج قد يُقوّض السيادة الأوكرانية".

وأضافت النجار أن الحديث عن احتمال تبادل أراضٍ، مثلما لمح ترامب قبل القمة، هو "خط أحمر دستوري في أوكرانيا ومرفوض تمامًا من قبل شعبها"، معتبرة أن "مثل هذه المقترحات تقلل من جدية ترامب وتثير مخاوف من تنازلات أمريكية مجانية".

وفي ختام تصريحاتها، قالت الدكتورة شيرين النجار: "يمكن اعتبار القمة نجاحًا رمزيًا لبوتين، لكنها في الوقت ذاته تمثل فشلًا عمليًا لترامب، إذ لم يحقق أي تقدم ملموس، بل زاد من الضبابية حول موقف واشنطن المستقبلي تجاه الصراع، وأثار قلقًا مشروعًا لدى كييف والعواصم الأوروبية".