في ذكرى رحيل “المرأة الحديدية”.. علوية جميل أيقونة الشر في السينما المصرية

تحل اليوم السبت 16 أغسطس، ذكرى وفاة الفنانة القديرة علوية جميل، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1994، تاركة إرثًا فنيًا ضخمًا ومكانة خاصة في قلوب عشاق السينما والمسرح، بعدما لُقبت بـ”المرأة الحديدية” و”رائدة المسرح العربي”.
ملامح صارمة وصوت مميز
تميزت علوية جميل بملامحها الحادة ونبرة صوتها القوية، إلى جانب إيماءاتها الحادة، ما جعلها الخيار الأمثل لتجسيد أدوار المرأة القاسية والمتسلطة، سواء كانت أمًا صارمة، أو زوجة متحكمة، أو حماة قاسية. وبرغم الصورة الشريرة التي رسمتها لنفسها على الشاشة، إلا أن زملاءها وصفوها بأنها كانت إنسانة شديدة الطيبة في حياتها الخاصة.
البدايات والاسم الفني
وُلدت علوية جميل يوم 15 ديسمبر 1910 باسم “إليصابات خليل مجدلاني”، إلا أن الفنان الكبير يوسف وهبي رأى صعوبة في نطق اسمها الحقيقي، فاقترح عليها تغييره ليصبح “علوية جميل”، وهو الاسم الذي عُرفت به طوال مسيرتها، بدأت مشوارها الفني عام 1925 ضمن فرقة رمسيس المسرحية بقيادة يوسف وهبي، لتصبح لاحقًا واحدة من أبرز نجمات المسرح العربي.
قصة حب وزواج مع محمود المليجي
كان المسرح أيضًا شاهدًا على قصة الحب التي جمعت علوية جميل بالفنان الراحل محمود المليجي، حيث بدأت علاقتهما عندما انضم الأخير إلى فرقة رمسيس. ورغم حصول المليجي على بطولة فيلم “العزيمة”، إلا أنه فضّل مرافقة الفرقة في جولاتها ليبقى قريبًا منها، وهناك تزوجا.
ومن المواقف المؤثرة في بداية علاقتهما، أن علوية جميل أقرضت المليجي 20 جنيهًا لتكاليف جنازة والدته بعد أن رأته يبكي لعدم امتلاكه المال الكافي، وطلبت منه ألا يخبر أحدًا حفاظًا على كرامته، وكان هذا الموقف بداية التقارب بينهما.
ورغم تعرضها للخيانة وزواجه عليها مرتين، فإنها تمسكت ببيتها وبحبها له، حتى أجبرته في إحدى المرات على تطليق زوجته الثانية بعد ثلاثة أيام فقط من الزواج، وظلت إلى جواره حتى وفاته عام 1983.
ملكة أدوار الشر
قدمت علوية جميل أول أدوارها في السينما من خلال فيلم “زينب” عام 1930، ثم شاركت في فيلم “يوم سعيد” مع الموسيقار محمد عبد الوهاب عام 1940، لتتوالى بعدها أعمالها السينمائية التي رسخت صورتها كإحدى أبرز نجمات أدوار الشر.
ومن أهم أعمالها:
• انتصار الشباب
• نداء الدم
• ليلى بنت الأغنياء
• أحلام الحب
• الملاك الأبيض
• الأب
• العقل في إجازة
• المغامر
• الشرف غالي
• الأم القاتلة
• القط الأسود
• نساء بلا رجال
• معجزة السماء
• القصر الملعون
اعتزال ورحيل
في عام 1964 قررت علوية جميل اعتزال التمثيل، لتتفرغ لزوجها محمود المليجي، وظلت إلى جواره حتى رحيله. وبعد مرور أحد عشر عامًا على وفاته، وفي مثل هذا اليوم 16 أغسطس 1994، أسدل الستار على حياتها الفنية والشخصية، لكنها بقيت خالدة كرمز من رموز فن التمثيل وأيقونة من أيقونات الزمن الجميل.