أستاذ طب نفسى يكشف وصفة تحقق التوازن بين العمل والحياة والضغوطات النفسية

أوضح الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن كثيرًا من الناس يواجهون صعوبة في الحفاظ على التوازن بين ما يتعرضون له من ضغوط في العمل أو الشارع، وبين حياتهم الأسرية داخل المنزل.
الفصل بين ضغوط الحياة العملية والمشكلات الشخصية
وأشار المهدي خلال تقديمه برنامج راحة نفسية على قناة الناس، إلى أن العودة إلى البيت بعد يوم مليء بالمشاحنات أو التوتر، سواء بسبب خلافات في بيئة العمل، أو ضغط نفسي ناتج عن الزحام أو ضغوط مادية، تتطلب وعيًا ذاتيًا بأن المنزل ليس امتدادًا لتلك الأعباء، بل هو مساحة للراحة والسكينة.
ونوه إلى أهمية وجود نية داخلية مسبقة لدى الفرد، أثناء عودته إلى المنزل، للتخلي عن الشحنات السلبية التي اكتسبها خلال اليوم، مشددًا على أن أولى خطوات الفصل تبدأ من لحظة الخروج من بيئة العمل، وضرورة التحضير النفسي لاستقبال أهل البيت بود وسكينة.
خطوات يقوم بها الشخص بعد العودة إلى المنزل
ونصح أستاذ الطب النفسي بأن يقوم الشخص بعد العودة إلى المنزل بخطوات بسيطة لكنها فعالة، مثل إلقاء التحية بود على الزوجة والأبناء، تغيير ملابس العمل، وأخذ حمام دافئ أو منعش يساعد على تهدئة الجسد والعقل، ومن ثم ارتداء ملابس مريحة تساعده على الاسترخاء.
كما أشار إلى أهمية ممارسة أنشطة خفيفة ومبهجة داخل المنزل مثل الحديث مع الزوجة، اللعب مع الأبناء، قراءة أو مشاهدة محتوى خفيف، أو الخروج معهم في نزهة قصيرة، مشيرًا إلى أن هذه التفاصيل الصغيرة تُحدث فرقًا كبيرًا في خلق بيئة أسرية صحية.
وفي ختام حديثه، نوه الدكتور محمد المهدي إلى أن التدريب المستمر على هذا النمط من الفصل بين البيئتين، العملية والشخصية، يجعل الإنسان أكثر توازنًا، ويمنعه من إسقاط مشاعره السلبية على من يحبهم، ويحافظ على علاقاته داخل أسرته في إطار من المودة والرحمة.
اضطراب الوسواس القهري
وعلى صعيد آخر، أوضح الدكتور محمد المهدي، أن اضطراب الوسواس القهري يُعد من أكثر الاضطرابات التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الأفراد، خاصة في صورته المرتبطة بالشكوك المفرطة والتفكير القهري، والتي تأخذ أشكالًا متعددة، منها وسواس التأكد، ووسواس النسيان، ووسواس الروائح، وغيرها.