عاجل

محادثات بين سوريا وإسرائيل في باريس: هل تفتح الطريق لإنشاء ممر إنساني؟

وزير الخارجية السوري
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني - أرشيفية

في خطوة دبلوماسية غير مسبوقة، التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور المبعوث الأمريكي لسوريا، توم باراك. 

الاجتماع، الذي كان مقرراً أن يعقد اليوم، تم تأجيله لإتاحة المزيد من الوقت لإكمال التحضيرات وتنقيح جدول الأعمال، وفقاً لما أكده مصدران مطلعان لموقع «أكسيوس» الأمريكي.

محادثات لتأسيس ممر إنساني

يمثل هذا اللقاء الثاني من نوعه بين سوريا وإسرائيل خلال ثلاثة أسابيع فقط، وهو يأتي في وقت حساس للغاية، خاصة بعد انقطاع العلاقات بين البلدين لمدة 25 عامًا. 

في الوقت الذي تتواصل فيه جهود الولايات المتحدة، التي تسعى لتحقيق توافق بين الجانبين، تهدف المفاوضات إلى التوصل إلى اتفاق يتم من خلاله إنشاء ممر إنساني يربط بين إسرائيل والسويداء في سوريا.

وكان الاجتماع الأول قد عُقد في باريس يوليو الماضي بين الشيباني  رون ديرمر، بحضور المبعوث الأميركي لسوريا توم براك.

وكتب براك في منشور على منصّة «إكس»: «لقد التقيتُ مساء اليوم السوريين والإسرائيليين في باريس».

وفي منشوره على «إكس»، قال براك إنّ «هدفنا كان الحوار وتهدئة الأوضاع، وهذا بالضبط ما حقّقناه» مضيفًا: «لقد جدّدت كل الأطراف التزامها مواصلة هذه الجهود»، في إشارة إلى الاشتباكات الطائفية الدامية التي وقعت أخيراً في جنوب سوريا.

وتسعى إدارة ترمب إلى التوصل إلى اتفاق لإنشاء ممر إنساني بين إسرائيل ومدينة السويداء جنوب سوريا لإيصال المساعدات إلى الدروز هناك، وفقاً لما ذكره مسؤول أميركي، ومسؤولان إسرائيليان لموقع «أكسيوس». 

عدة غارات على سوريا

وكانت إسرائيل قد شنت عدة غارات على سوريا، في الأونة الأخيرة وسط اشتباكات عنيفة في السويداء، مدّعيةً أنها كانت تتصرف دفاعاً عن الدروز في سوريا تضامناً مع الأقلية الدرزية في إسرائيل.

ولم تكتفِ بقصف الدبابات السورية المتجهة إلى السويداء، بل قصفت العاصمة دمشق أيضاً، وهي خطوة أثارت قلق المسؤولين الأميركيين، الذين خشوا من أن إسرائيل تُؤجج حالة عدم الاستقرار في سوريا.

وذكر «أكسيوس» إن اتفاقاً بين الحكومتين السورية والإسرائيلية على ممر إنساني قد يُسهم في إصلاح العلاقات، وربما في إعادة بناء الزخم وراء المساعي الأميركية لمزيد من الخطوات نحو تطبيع العلاقات مستقبلاً. 

مخاوف سورية من تهريب الأسلحة من خلال هذا الممر

كما يُمكن لمثل هذا الممر أن يُساعد في تحسين الوضع في السويداء، بحسب الموقع، حيث ظل الوضع متقلباً رغم وقف إطلاق النار.

وقد حذّرت الأمم المتحدة هذا الأسبوع من تدهور الوضع، وصعوبة إيصال المساعدات المنقذة للحياة بسبب حواجز الطرق، وانعدام الأمن.

مع ذلك، أعربت الحكومة السورية عن قلقها للولايات المتحدة من أن تستخدم الميليشيات الدرزية مثل هذا الممر لتهريب الأسلحة.

وقبل عدة أسابيع، أراد الإسرائيليون إيصال مساعدات إلى الدروز في السويداء عبر الأردن، لكن الأردنيين رفضوا، وبدلاً من ذلك، قام الجيش الإسرائيلي بإسقاط مساعدات إنسانية جواً.

وصرح مسؤولون إسرائيليون بأن إسرائيل طلبت بعد ذلك من الولايات المتحدة المساعدة في الحصول على موافقة سورية على ممر مساعدات.

والتقى براك في عمّان وزيري خارجية الأردن وسوريا، الثلاثاء، لمناقشة سبل استقرار الوضع في السويداء، واتفقت سوريا والأردن والولايات المتحدة، أمس (الثلاثاء)، على تشكيل مجموعة عمل ثلاثية لدعم حكومة دمشق في جهودها الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوب البلاد، وإيجاد حل شامل للأزمة.

وذكرت الدول الثلاث في بيان مشترك أن الاتفاق جاء خلال اجتماع عقده وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك، في العاصمة الأردنية عمّان، لبحث الأوضاع في سوريا، وسبل دعم عملية إعادة بنائها «على الأسس التي تضمن أمنها، واستقرارها، وسيادتها، ووحدتها، وعدم التدخل بشؤونها».

تم نسخ الرابط