زنزانة انفرادية ومرتبة على الأرض.. السيدة الأولى في كوريا الجنوبية خلف القضبان

تبدأ السيدة الأولى السابقة لكوريا الجنوبية، كيم كيون هي، يومها الأول في السجن اليوم الأربعاء، حيث تم حجزها في زنزانة انفرادية بمركز احتجاز سيول نامبو على أطراف العاصمة. تأتي هذه الخطوة في إطار تحقيق جنائي واسع يشمل زوجها الرئيس السابق يون سوك يول، اللذين كانا يحظيان بشعبية كبيرة قبل تصاعد الاتهامات الموجهة إليهما.

زنزانة خاصة مع امتيازات محدودة

وفقًا لمصدر مطلع، فإن زنزانة كيم تشبه إلى حد كبير تلك التي يقضي فيها زوجها فترة احتجازه، لكنها تتضمن تعديلات طفيفة تتناسب مع مكانتها كشخصية بارزة. 

إذ تحتوي الزنزانة على طاولة صغيرة تستخدم كمكتب ومكان لتناول الطعام، بالإضافة إلى مرتبة أرضية للنوم. كما سيسمح لها بممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق لمدة ساعة يوميًا، مع إمكانية استخدام غرفة الاستحمام المشتركة بشكل منفصل عن السجناء الآخرين.

وقد تم توقيف كيم رسميًا بعد موافقة المحكمة على مذكرة اعتقالها، على خلفية اتهامات بالرشوة والاحتيال في الأسهم واستغلال النفوذ، وسط مخاوف من إتلاف الأدلة. 

ونفى محاموها هذه الاتهامات، واعتبروا التقارير الإعلامية المتعلقة ببعض الهدايا التي زُعم تلقيها مجرد تكهنات لا أساس لها من الصحة. وفي تصريح أثناء استجوابها الأسبوع الماضي، اعتذرت كيم عن "إثارة القلق" ووصفت نفسها بأنها "لا أحد".

ظروف صحية غير مستقرة

كما أفاد محامي كيم بأنها لم تتناول الطعام منذ مساء الثلاثاء، وأن صحتها غير مستقرة، فيما لم يتضح بعد موعد مثولها أمام النيابة للاستجواب. يُعد السجن تجربة جديدة عليها، بخلاف زوجها الذي قضى ما يقارب 100 يوم في السجن، حيث يُحاكم بتهمة العصيان بعد محاولة فرض الأحكام العرفية، وهي تهمة ينفيها.

من السيدة الأولى المثيرة للجدل إلى الزنزانة

قبل انتخاب زوجها رئيسًا في مايو 2022، كان الزوجان يعيشان في شقة فاخرة في منطقة راقية بالعاصمة، وهي مملوكة لكيم التي تُعرف كسيدة أعمال ناجحة في مجال تنظيم المعارض الفنية. وتسيطر كيم على معظم أصول الزوجين.

وعرفت كيم بأسلوبها المختلف، حيث جعلتها اختياراتها في الموضة وجهودها في الضغط السياسي، مثل الترويج لحظر أكل لحوم الكلاب، شخصية مثيرة للجدل في بلد اعتادت فيه الزوجات الأولى على البقاء بعيدات عن الأضواء.

العقل السياسي وراء صعود الرئيس

ويرى هان دونج سو، القاضي والمدعي العام السابق، أن كيم كانت العقل الاستراتيجي المحرك وراء صعود زوجها إلى الرئاسة. بعد زواجهما وهو في الثانية والخمسين من عمره، أصبحت كيم المؤثرة الرئيسية في جميع قراراته وأفكاره تقريبًا، حيث كانت تبلغ من العمر 39 عامًا عند الزواج.