الرئيس السيسي: تمويل مبدئي بقيمة 100 مليون دولار لمشروع سد «أنجلولو» |فيديو

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بقصر الاتحادية، يويري موسيفيني، رئيس جمهورية أوغندا، في لقاء عكس عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتناولت المباحثات سبل دفع وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة قضايا التنمية في دول حوض النيل الجنوبي.
دعم كامل لجهود التنمية
أكد الرئيس السيسي خلال المباحثات دعم مصر الكامل لجهود التنمية في أوغندا، وبقية الدول الشقيقة في حوض النيل الجنوبي، مشددًا على أن القاهرة تعتبر التعاون في هذا الإطار ركيزة أساسية لتعزيز الاستقرار والتنمية في القارة الأفريقية.
وأوضح الرئيس السيسي أن مصر تضع خبراتها وإمكاناتها في خدمة مشروعات البنية التحتية والمشروعات التنموية الكبرى التي تعزز التكامل الاقتصادي بين دول الحوض.
بين أوغندا وكينيا
أعلن الرئيس السيسي استعداد مصر للمساهمة في تمويل مشروع سد "أنجلولو" الذي يربط بين أوغندا وكينيا، باعتباره أحد المشاريع الحيوية لتعزيز إنتاج الطاقة وتوفير المياه للزراعة والصناعة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن التمويل سيتم من خلال الآلية التي أطلقتها مصر للاستثمار في مشروعات البنية التحتية بحوض النيل، بتمويل مبدئي قدره 100 مليون دولار، وهو ما يعكس التزام مصر العملي بدعم التنمية المستدامة في المنطقة.
تعزيز العلاقات الثنائية
بحث الجانبان سبل توسيع مجالات التعاون الثنائي في قطاعات حيوية مثل الزراعة والطاقة والنقل والتجارة، مؤكدين أن الفرص الاستثمارية بين البلدين كبيرة وتتطلب آليات عملية لتحويلها إلى مشروعات ملموس، كما وأشاد الرئيس السيسي بالدور الذي تلعبه أوغندا في دعم الاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن العلاقات بين القاهرة وكمبالا تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
تطرقت المباحثات إلى القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها التعاون بين دول حوض النيل وإدارة الموارد المائية المشتركة، حيث جدد السيسي موقف مصر الثابت الرافض للإجراءات الأحادية التي قد تضر بحقوق دول المصب، كما تم الاتفاق على تعزيز التنسيق في المحافل الإقليمية والدولية من أجل الدفاع عن مصالح القارة وتحقيق التنمية الشاملة لشعوبها.
آفاق جديدة للتكامل الاقتصادي
أكد الرئيسان أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق مبادرات مشتركة لدعم التكامل الاقتصادي، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة النظيفة، فيما أوضح السيسي أن مصر تمتلك خبرات واسعة في مجالات إنشاء السدود ومحطات الكهرباء والطاقة المتجددة، وهي على استعداد لنقل هذه الخبرات إلى أوغندا، بما يسهم في تحقيق طفرة تنموية حقيقية.
إلى جانب الملفات الاقتصادية، شدد الجانبان على أهمية التعاون في مجالات التعليم والتدريب الفني، لرفع كفاءة الموارد البشرية وتمكين الشباب من اكتساب المهارات التي تؤهلهم لسوق العمل، كما أكد السيسي أن مصر ترحب باستقبال الطلاب الأوغنديين في جامعاتها، وتقديم منح تدريبية متخصصة في مختلف القطاعات.

رسالة شراكة استراتيجية
اختتم الرئيس السيسي المباحثات بالتأكيد على أن مصر وأوغندا أمام مرحلة جديدة من التعاون والشراكة الاستراتيجية، وأن ما تم الاتفاق عليه اليوم يمثل خطوة مهمة نحو بناء علاقات أكثر عمقًا وفاعلية، مشددًا على أن مصر ستواصل دعم أشقائها في دول حوض النيل من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية.